طهران، واشنطن - أ ب، رويترز، أ ف ب - وصفت فائزة رفسنجاني ابنة رئيس «مجلس خبراء القيادة» هاشمي رفسنجاني، حكّام إيران بأنهم «مجرمون حقيقيون»، مؤكدة استمرار «الحركة الخضراء» على رغم وقف التظاهرات. وأقرّت فائزة بأن إطلاقها بعد 24 ساعة من اعتقالها خلال الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في حزيران (يونيو) 2009، لم يكن ليحصل «لو لم أكن ابنة» رفسنجاني، مضيفة في حديث إلى مجلة «فورين بوليسي» الأميركية: «انه شعور رهيب ان ترى أشخاصاً عملوا بكدّ لهذه البلاد لسنوات، يقبعون في السجن من دون إجراء قانوني مناسب، فقط لمحاولتهم مواجهة الظلم ولجهرهم بالحقيقة. كما (انه شعور رهيب) رؤية من هم مجرمون حقيقيون، حكاماً». واعتبرت ان كل أمور ايران تسير «رأساً على عقب»، وحيث «الخطأ صحّ، ومن يستهدفون تدمير البلاد والدين، يعتبرون أنفسهم في خدمة الأمة». وأضافت ان «الحمقى هم في القمة»، مشيرة الى ان الرئيس محمود أحمدي نجاد «يدمّر كل ما يلمسه». ورأت ان «الاكتئاب واليأس» حلّ مكان «الأمل» بعد الانتخابات الرئاسية، مؤكدة في الوقت ذاته ان «انتهاء التظاهرات ليس نهاية الحركة» الخضراء. وذكّرت بأن «كل حركة، والحركة الخضراء ليست استثناءً، تخضع لتغييرات استناداً الى الظروف»، مرجحة ألا تشهد ايران «انتخابات حقيقية» بعد الآن. في غضون ذلك، افاد موقع «سهم نيوز» التابع لأحد أبرز قادة المعارضة مهدي كروبي، بأن عناصر من أجهزة الأمن الإيرانية طوّقت منزل الأخير الخميس، بعد أنباء نفاها نجله، أفادت بنيته إمامة الصلاة في عيد الفطر. واعتبر كروبي الاعتداءات المتكررة على منزله، محاولة «منظمة» لإسكات المعارضة، مؤكداً انها لن تنجح. الى ذلك، اوردت مواقع الكترونية مؤيدة للإصلاحيين، ان الناشط الطالبي عبد اله مومني بعث برسالة الى مرشد الجمهورية الإسلامية في ايران علي خامنئي، وصف فيها تعذيبه «غير الشرعي وغير الديني» قبل مشاركته في «الاعترافات الإكراهية والمحاكمات الاستعراضية». الى ذلك، أعلن الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست ان طهران «ستفرج قريباً» عن الأميركية ساره شورد التي اعتُقلت مع مواطنَيها شين باور وجوش فتال في تموز (يوليو) 2009، بتهمة دخولهم الأراضي الإيرانية في شكل غير مشروع من كردستان العراق. واتُهم الثلاثة بالتجسس، لكنهم أكدوا أنهم دخلوا ايران خطأً بعدما ضلّوا طريقهم، فيما أوردت مجلة «ذي نايشن» الأميركية أن السلطات الإيرانية اعتقلتهم من داخل الأراضي العراقية. وقال مهمان برست: «لمناسبة حلول عيد الفطر، اتُخذ القرار بالإفراج قريباً عن هذه الشابة لتعود الى عائلتها». وأضاف ان ثمة «مفاوضات مستمرة حول تفاصيل الإفراج عنها وموعده». وزاد ان دافع القرار «الرحمة الإسلامية» و «المقاربة الخاصة للحكومة الإيرانية إزاء النساء». جاء ذلك بعد إعلان إحسان غازي زاده هاشمي مدير مكتب الصحافة ووسائل الإعلام المحلية في وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، إطلاق شورد اليوم السبت، «في فندق الاستقلال» في طهران. وأعربت أمهات المعتقلين الثلاثة عن أملهن بأن «تكون الأنباء حقيقية وبأن يعني ذلك نهاية الاعتقال الصعب والطويل لأبنائنا الثلاثة». وأضافت الأمهات اللواتي سُمح لهن بزيارة ابناءهن في أيار (مايو) الماضي، ان «شاين وساره وجوش أبرياء ونواصل الدعوة الى الإفراج الفوري عنهم». وقالت والدة شورد (31 سنة) انها «تشعر بسعادة بالغة». وكانت ذكرت في أب (اغسطس) الماضي ان ابنتها تعاني انهياراً عصبياً. اما الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس فدعا الى «الإفراج عن الثلاثة فوراً»، واصفاً اياهم بأنهم «ابرياء لم يرتكبوا أي جريمة». وقد يكون قرار ايران، محاولة لتخفيف الضغط عنها في قضية سكينة محمدي اشتياني التي حُكمت بالرجم حتى الموت، لاتهامها بالزنا والتواطؤ لقتل زوجها.