انتهى الموسم الدرامي الرمضاني، وانفضّ المشاركون فيه ومن حوله استعداداً للموسم المقبل، وبات واضحاًَ أن بعضهم بات يملك تصورات عن أعماله الجديدة سلفاً، والبعض الآخر ما زال ينتظر. هبطت شعبية هذا وارتفعت أسهم ذاك وهذا أمر طبيعي، ولكن بدا لافتاً أن تهبط شعبية «النمس» (مصطفى الخاني) بحسب استبيان لمحطة «العربية» في الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل. فهو لم يصب شهرة كتلك التي أصابها في الموسم الماضي حين توّج «أفضل ممثل في الشرق الأوسط». لا نعرف آلية الحصول على الأصوات التي دفعت به حينها إلى احتلال المرتبة الأولى متفوقاً بذلك على يحيى الفخراني الذي حلّ في المرتبة الثانية، لكن التصويت على أفضل ممثل وأفضل مسلسل والذي أوقفته المحطة هذا الموسم لشكوك بخصوص عمليات ضخّ الأصوات لمصلحة هذا او ذاك، ربما يفسر شيئاً ما. في الاستبيان ما قبل الأخير لهذا العام هبطت شعبية «النمس»، فيما حلّ معتز (وائل شرف) عقيد «باب الحارة» الجديد المتوج في المرتبة الأولى بنسبة 40 في المئة، والنجم السوري بسام كوسا في المرتبة الثالثة بنسبة 10 في المئة من الأصوات، فيما كان «النمس» يحظى بنسبة 4 في المئة فقط من الأصوات المتدفقة الكترونياً. بالطبع هذا يفسر وقوف جهات بعينها وراء ضخ الأصوات من دون امكانية ايقافها إلا بإيقاف الاستبيان نفسه، وإلا بماذا يفسر احتلال «معتز» المرتبة الأولى، و«النمس» المرتبة الأخيرة على رغم أن أداءهما في هذا الموسم من «باب الحارة» لم يختلف عما قدماه في العام الماضي باستثناء المكانة التي حصل عليها «معتز» بعد خروج العقيد أبو شهاب من المسلسل إلى وجهة غير معلومة واكتشافه مقتولاً في الجزء الخامس. التساؤل مشروع هنا ولا يرتبط بأحقية أحدهما في المرتبة التي حصل عليها، أو بالدوافع الإلكترونية التي دفعت بهما إلى هذه النتيجة، بل بمدى صدقية استبيان الموسم الماضي الذي دفع ب «النمس» إلى المرتبة الأولى كأفضل ممثل في الشرق الأوسط عن مسلسل بعينه. أياً يكن الأمر، إذا كانت المواقع الإلكترونية الهشة إلى هذه الدرجة يمكن اختراقها بالأصوات الجرارة هي المسؤولة عن منح الألقاب، وهي من تدفع بهذا أو ذاك إلى احتلال مواقع الصدارة، وأحياناً كثيرة من دون وجه حق ، فإن النتائج التي تصدر عنها هي موضع شكوك كبيرة وفاقدة للمعنى... وربما لا تحمل أهمية من أي نوع، فهي لاتقدم أو تؤخر مثلاً في شعبية بسام كوسا، وهي ليست موضع ثقة طالما أن جهات معينة يمكنها أن تحرف هذا التصويت عن مساره عبر ضخّ الأصوات واستغلال هذه النافذة الإلكترونية لتثبيت شرعية هذا الممثل أو هذا المسلسل من دون وجه حق. بالتأكيد يمكن استخلاص الكثير من الدروس والعبر في تفسير صعود وأفول هذا النجم أو ذاك.