أثار قتل عناصر من تنظيم «القاعدة» امام مسجد سني واحراق جثته بعد فصل رأسه عنها في بعقوبة حفيظة رجال الدين الذين تصدوا للتنظيم سابقاً ووجدوا انفسهم عزلاً امام انتقام المسلحين. ومع استمرار الجدال بين القيادات التقليدية ل «الجيش الاسلامي» و»القيادات الشابة المنشقة» اكد الجيش الاميركي امس فرار اربعة من قيادات «القاعدة» الخطرين من سجن يُشرف عليه الاميركيون جزئياً في حادث غريب هو الثاني من نوعه. ومع اتصال جرى امس بين رئيسي الوزراء السوري محمد ناجي العطري والعراقي نوري المالكي «بحثا خلاه في العلاقات الثنائية» نفى وزير الخارجية العراقي هوشيبار زيباري ان تكون بغداد طلبت محاكمة سورية بعد تفجيرات آب (اغسطس) الماضي وقال «لم نتهم دمشق ابداً». وقال مصدر في الشرطة العراقية امس ان الشيخ عبد الجبار صالح الجبوري، امام وخطيب احد مساجد العرب السنة قُتل امس نحراً داخل منزله، واحرقت جثته بعد فصل رأسه عنها، في ناحية المقدادية في محافظة ديالى. واتهمت قيادات الشرطة «القاعدة» بحملة انتقام ضد رجال دين وزعماء قبائل حاربوا التنظيم وحرموا الفكر التكفيري. والشيخ الجبوري ابن عم النائب العراقي عن «جبهة التوافق» سليم الجبوري وعرف عنه دعوته الى محاربة المتطرفين والتكفيريين ومساندة مجموعات «الصحوة». واكد الشيخ محمد العيثاوي خطيب وامام جامع الامين في الدورة ل»الحياة» ان «رجال الدين المعتدلين من السنة تحولوا الى اهداف مرصودة للقاعدة بعد انسحاب قوات الصحوة وانهم يتعرضون لضربات انتقامية نتيجة اعتدالهم وابتعادهم عن التشدد الديني والتحريض الطائفي». واوضح ان «القاعدة» قتلت اكثر من 38 من رجال الدين المعتدلين في العامين الماضيين في عملية تصفية الحساب التي شنتها ضد من وقفوا ضدها في سنوات الاحتقان الطائفي وطالبوا بمحاربة الإرهاب. واعتبر الشيخ صالح الدليمي امام جامع النور في الاعظمية حوادث اغتيال رجال الدين نوعا من الانتقام المقصود من قبل المتشددين . وقال ل»الحياة « ان الحكومة العراقية تتحمل مسؤولية كبيرة في توفير الحماية لرجال الدين المعتدلين بعدما حلت مجالس الصحوة التي كانت تشرف على حماية الجوامع والمناطق التي يقطنونها. وطالب بضرورة اعادة عناصر الصحوة الى العمل في المناطق السنية او السماح لهم بحماية الجوامع ورجال الدين المعتدلين في تلك المناطق. وتحاول مجموعات تابعة لتنظيم «القاعدة» اعادة فرض نفوذها في الاحياء التي غادرتها العام 2007 عبر اعادة تحالفاتها مع مجموعات مسلحة. ومع نفي «الجيش الاسلامي في العراق» حدوث انشقاق نشرت «المجموعة الجديدة المنشقة» التي دعت نفسها «التجديد والتصحيح» شريطاً مصوراً قالت انه يمثل «عملية قصف لتجمع عسكري اميركي قرب الجسر ذي الطبقتين في بغداد». واصدرت «الهيئة الشرعية في الجيش الاسلامي» بياناً اكدت فيه عدم حصول انشقاق. وقالت «نؤكد هنا على التزامنا ببيعتنا لأميرنا، والتزام جميع أفراد الجماعة بهذه البيعة، والمضي على عهدنا في السمع والطاعة في المنشط والمكره والعسر واليسر وفي أثرة على أنفسنا». وأكد بيان اصدره الجيش الاميركي فرار اربعة من قيادات تنظيم «القاعدة» من سجن كروبر. واوضح ان «الحرس لاحظوا مساء الاربعاء ان اثنين من المعتقلين كانا يحاولان الهرب (...) لكنهم اكتشفوا لاحقاً فرار اربعة كانوا تحت سلطة الولاياتالمتحدة». وعملية الهروب هي الثانية منذ تسلم العراقيين السجن بعدما تمكن اربعة من قادة «القاعدة» الفرار منه في 23 تموز بينهم وزيرا العدل والمال وقاض في «دولة العراق الاسلامية» كما اختفى المدير الجديد للسجن عمر خميس الدليمي اثر الحادث.