من قلب القاهرة التاريخية، ومن داخل قبة الغوري الموسومة بعبق تاريخ الحضارة الإسلامية والكتابات الكوفية والخشب المخروط، والزخارف البديعة، تتلاقى الفنون في فلسفة مركز إبداع قبة الغوري لإحياء فنون القاهرة الإسلامية، واستلهام فكرة الكتاب الذي كان موجوداً في القبة منذ العام 1504، وتطويرها لتصبح كتاب الخط العربي الذي تتناول علاقته بالفنون التشكيلية، والمعمار الإسلامي من خلال الملتقى الأول لفنون الخط العربي الذي يحمل اسم «رواد الخط العربي». ويقول الخطاط محمد حمام: «أوجه الشبه كثيرة بين الخط العربي والموسيقى، فكلاهما موهبة إلهية، وفي الوقت نفسه دراسة لها قواعد وأصول، وكما للموسيقى مقامات مثل السيكا والصبا والحجاز فإن للخط أيضاً أنواعاً وأشكالاً مثل الكوفي والثلث والنسخ والديواني». ويضيف: « وقد تتفرع من الشكل الواحد أساليب عدة فمثلاً الكوفي ينبثق منه الكوفي المصحفي والفاطمي والأندلسي وغيرها. ويتشكل خط الأجانو من اندماج الخطين: الثلث والنسخ، كما نجد أن اندماج المقامات والإيقاعات ينتج جملاً موسيقية مبتكرة». ويزيد: «لكل من الخط والموسيقى وحدة قياس هي في الخط النقطة، وهي تساوي المازورة في الموسيقى، وتنغيم الكلمات ما هو إلا إيقاع راق من النسق الجمالي الذي يريح النفس، ويسمو بالعاطفة، ويصنع حالة من الوجد الصوفي».