في أقل من 24 ساعة، ألقت شرطتي منطقتي القصيموالرياض القبض على شابين سعوديين، أحدهما يدعى «عبود» والآخر أطلق عليه لقب «الدب»، بعد أن ظهرا في مقاطع بُثت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واُعتبرت «خارجة» عن تقاليد المجتمع، و«مسيئة» له. وقال الناطق الإعلامي في شرطة منطقة الرياض العقيد فواز الميمان، في بيان بثه موقع وزارة الداخلية اليوم (الثلثاء)، إنه «من خلال متابعة ما يُنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فقد تم رصد تغريدة عبر تطبيق تويتر لأحد الأشخاص تضمنت مقطع فيديو يدعو من خلاله إلى ما يتنافى مع العقيدة السمحة ويٌسيء إلى الدين الاسلامي الحنيف». وأوضح الميمان أن المقطع «آثار الاستياء لدى عموم أفراد المجتمع، وبناءً على ذلك عملت إدارة التحريات والبحث الجنائي في شرطة المنطقة على تحديد هوية الشخص، وهو سعودي الجنسية في العقد الثالث من العمر، وبسماع أقواله مبدئياً اتضح أنه يعاني من اضطرابات نفسية». وأوقف وتم إشعار فرع هيئة التحقيق والادعاء العام في منطقة الرياض بحسب الاختصاص. ويظهر مقطع الفيديو شاباً بديناً نوعاً ما، وهو ما دفع بعض المغردين إلى وصفه ب«الدب»، ينتقد عادات وتقاليد المجتمع السعودي، ويهاجم الدين الإسلامي، داعياً إلى ترك مبادئه، إلى جانب دعوته إلى إباحة بعض المحرمات في الإسلام، ما فجر موجة غضب بين أوساط رواد الموقع على «الوسم»: «اضربوا عنق الدب المرتد»، في دعوة صريحة إلى المطالبة بإعدامه، وهو ما استنكره البعض الآخر، واصفين إياه ب«الأحمق»، مشيرين إلى أنه قال ما قاله «بحثاً عن الشهرة». من جانبها، ألقت شرطة القصيم أمس (الإثنين) القبض على شاب آخر، كان يلقب نفسه «عبود»، وهو أحد مشاهير تطبيق «سناب شات»، بعد مطالبات بإيقافه بسبب ظهوره غير اللائق، لإرتدائه أزياء نسائية، وكان يضع مساحيق تجميلية، ووصف البعض تصرفات «عبود» ب«المسيئة». وكانت شرطة منطقة الرياض أعلنت أواخر شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، عن القبض على الشاب «أبو سن»، وهو أحد مستخدمي برنامج «يو ناو»، لظهوره بشكل «مسيء». وأوضح الناطق الإعلامي لشرطة منطقة الرياض حينها أنه تم «رصد أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لقيامه باستخدام برنامج البث المباشر يو ناو، بشكل مُسيء، وبالنظر إلى ما لقيته تلك المشاركات من ردود أفعال لدى أفراد المجتمع، مطالبين بالأخذ على يده وضبطه». وأضاف: «تمكنت إدارة التحريات والبحث الجنائي في شرطة المنطقة من تحديد هوية الشخص وضبطه (سعودي 19 عاماً)، وإيداعه مركز الشرطة المختص، وإشعار فرع هيئة التحقيق والادعاء العام لتطبيق النظام في حقه بحسب الاختصاص. وظهر «أبو سن» في مقاطع متكررة يخوض حوارات مع فتاة أميركية تدعى «كريستينا»، إلا أنه خرج لاحقاً في فيديو قال فيه إنه «شخص عادي لديه هموم كثيرة»، ولكنه فقط أراد أن يُضحك الآخرين، ليس بحثاً عن الشهرة، ولكن لأنه يشعر بالسعادة عندما يرى تعليقات الآخرين وهم سعداء. ويبدو أن برامج التواصل الاجتماعي أصبحت وسيلة للخروج عن ما هو مألوف في عرف المجتمع السعودي وعاداته، ما جعل هذه المواقع «مصيدة» لبعض الشبان، وقادت بعضهم إلى الإيقاف. وعلى رغم ميل غالبية رواد مواقع التواصل الاجتماعي السعوديين، على أهمية «الرد الحازم»، من أجل ردع هذه الممارسات «الدخيلة على المجتمع»، إلا أن البعض الآخر يرى أنه «يجب استخدام لغة الحوار للحد منها».