جدّد مجلس الوزراء السعودي خلال جلسته العادية التي عقدت في الرياض أمس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تأكيد مواصلة المملكة مسيرتها الاستثمارية بعيدة المدى لزيادة الطاقة الإنتاجية للنفط والغاز، وما يرتبط بذلك من برامج لتعزيز إمدادات الطاقة العالمية، على رغم الوضع الاقتصادي الراهن والتحديات التي تواجه قطاع الطاقة. كما أكد المرحلة المتمثلة في التركيز على البحث والتطوير المتمحور حول تقنيات تعزيز استخلاص النفط، وتطوير أنواع الوقود المستقبلي غير الضارة بالبيئة، التي ستعتمد عليها محركات الاحتراق الداخلي المتطورة، وذلك لتأمين الطلب المستقبلي وتوفير المزيد من الحماية المستدامة للبيئة. وأعرب المجلس عن أمله في أن تحقق جلسات الحوار الوطني الفلسطيني التي اختتمت الخميس الماضي في القاهرة تطلعات الشعب والفرقاء الفلسطينيين في الوصول إلى مصالحة وتوافق بين كل الفصائل لتحقيق الوحدة الفلسطينية، وتخطي كل العقبات التي تعوق مسيرتها لمواجهة كل التحديات، خصوصاً الممارسات والعدوان الإسرائيلي المستمر على الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأوضح المجلس أهمية اجتماعات الدورة ال26 لمجلس وزراء الداخلية العرب التي عُقدت في بيروت أول من أمس (الأحد) في تعزيز التعاون الأمني العربي. وأطلع خادم الحرمين الشريفين المجلس في مستهل الجلسة على المحادثات والاتصالات والمشاورات التي جرت خلال الأيام الماضية مع بعض قادة دول العالم والهيئات الدولية ومبعوثيهم، وتركزت على مستجدات الأحداث في المنطقة والعالم، ومن بينها الرسائل التي تلقاها من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والرئيس السوداني عمر حسن البشير، والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ومن رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، إضافة إلى الاتصالات الهاتفية التي تلقاها من رئيسي السودان وفرنسا والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. من جهة ثانية، وافق مجلس الوزراء على الترخيص بتأسيس شركة مساهمة سعودية باسم «شركة حصانة الاستثمارية» (حصانة) وفقاً لنظامها الأساس المرفق بالقرار، على أن يكون من مهمات هذه الشركة المملوكة بالكامل للمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية القيام بجميع الأعمال التي تساعدها لتحقيق أغراضها والتي تتمثل في إنشاء المشاريع العقارية والتجارية والخدمية، وتملكها وبيعها وتطويرها وإدارتها وتشغيلها، والاستثمار لحسابها ولحساب المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية في الأوراق المالية بالشراء والبيع في أسواق الأسهم المحلية والإقليمية والدولية. وقرر المجلس الموافقة على اتفاق سعودي - سويدي حول التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات والبروتوكول المرافق له الموقع عليهما في العاصمة الرياض بتاريخ 11 آذار (مارس) 2008. ووافق على الميثاق العربي لحقوق الإنسان الذي وافق عليه مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته ال16 في تونس عام 2004. وفوّض المجلس وزير التعليم العالي بالتوقيع على مشروع مذكرة تعاون علمي وتعليمي بين وزارة التعليم العالي في السعودية ووزارة العلوم والابتكار في إسبانيا.