عززت وزارة المال السعودية علاقة السعوديين بالأبراج، باعتمادها تاريخاً لصرف رواتب موظفي الدولة، في حين رأى سعوديون أنه يصعب التماشي مع التاريخ الجديد، إلا أن الجهات الرسمية، التي اعتمدت العمل بالتقويم الميلادي، تراه ضرورياً ومهماً جداً، وذلك لمواكبة السياسات المالية العالمية، وغيرها من المعاملات الدولية. وبين هذا وذاك، لم يزل السعوديون الذين لم يعتمدوا الأشهر الميلادية وأسماءها في تنظيم دخلهم الشهري في مرحلة استيعاب للمسميات الجديدة، التي لم تكن تعنيهم بالضرورة سابقاً، وعلى رغم أن الشركات باتت تعتمد في صرف رواتب موظفيها على التقويم الميلادي لتواكب الأوضاع المالية العالمية. وتعليقاً على هذا الأمر، قال الباحث الفلكي خالد الزعاق ل«الحياة»: «إن التقاويم تنقسم إلى قسمين: تقويم يعتمد على دورة الهلال حول الأرض، وعدد أيامه من 29-30 يوماً، وتقويم يعتمد على دورة الأرض حول الشمس، ومدته من 30-31 يوماً، وكلاهما يختلفان من ناحية الفترة، وتأتي سنة البروج التي تتوافق في عدد أيامها مع السنة الميلادية بمقدار 365 يوماً وربع اليوم، ولكن علاقة العرب عموماً والسعوديين خصوصاً بالأبراج هي علاقة قديمة جداً». وأضاف: «وضعت العلاقة لمعرفة النجوم من صفحة السماء، التي مازالت تستخدم حتى عصرنا الحالي، ولكن على نطاق ضيق جداً، إذ بدأ ارتباط السعوديين بالأبراج في تحديد يوم توحيد المملكة الذي يوافق غرة الميزان، إضافة إلى إعلان الموازنة المالية للمملكة، وزاد هذا الارتباط اليوم بموعد صرف رواتب السعوديين، الذي يصادف اليوم الخامس من كل برج، والذي لن يكون متوافقاً مع اليوم في التقويم الميلادي بتاتاً». ويزيد الزعاق: «إنه نتيجة لارتباط الموازنة بالأبراج، فإن الرواتب تصبح مرتبطة أيضاً بالتاريخ البروجي، الذي يسبق أو يلحق التاريخ الميلادي بعدة أيام، من دون فرق كبير في المدة، مع العلم بأن لكل برج تاريخ محدد في كل شهر، فإذا جاء الخامس من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من برج العقرب فإنه سيوافق اليوم الثاني على سبيل المثال، فهذا التاريخ لن يصبح ثابتاً في كل شهر بل سيتكرر فقط في العام الذي يليه، والذي يليه بشكل سنوي ثابت وليس شهرياً، ويقاس هذا على بقية الأشهر في ارتباطها بالتاريخ البرجي المختلف على بداية التاريخ الميلادي». ويذكر الزعاق أن الأبراج استخدمت منذ نحو 5 آلاف عام، وأصبح استخدامها ضيق ومحدود للغاية نتيجة استحداث التاريخ الميلادي الذي أصبح يربط العالم أجمع. وبعد هذا القرار، يفقد تاريخ 25 هيبته لدى موظفي الدولة في المملكة، بدلاً مما كان متبعاً سابقاً في حصوله على راتبه في هذا التاريخ في الشهر الهجري، إذ سيجد كثير من الموظفين صعوبة في طريقة احتساب الرواتب، وخصوصاً أنها لا تعتمد بدايته الشهر الهجري كما كان يعتقد سابقاً، وارتبط بالخامس من بداية كل برج من الأبراج بحسب قرار وزارة المالية، في شأن إقفال السنة المالية الحالية. وأعلنت وزارة المال السعودية صرف راتب شهر تشرين الأول (أكتوبر) في الخامس من برج العقرب، الذي يصادف 27 من شهر نوفمبر المقبل، وهذا لا يعني أن تاريخ الشهر سيكون ثابتاً للأشهر اللاحقة، ولكن تاريخ التقويم البرجي هو ما سيكون ثابت ومن الممكن أن لا تتوافق الأيام نفسها مع الخامس من بداية كل برج.