تطرّقت حلقة الأمس من المسلسل الرمضاني «سكتم بكتم» إلى قضية واقع الثقافة في المملكة، والمشكلات التي تواجهها الأندية الأدبية، ومعارض الكتاب التي تقام بشكل سنوي، من رفض لبعض فئات المجتمع لها، ولما يتخللها من اختلاط وغيره، ومن حواجز تقف بين المثقفين والأدباء وبين عامة الناس، وناقشتها بأسلوب ساخر يحمل عمقاً من الأهمية، إذ قدّمت مجموعة من الإسقاطات التي تعكس بعض الحوادث المعروفة التي تعرّضت لها أندية أدبية ومعارض للكتاب، أهمها إحراق الخيمة الثقافية التابعة للنادي الأدبي في الجوف، وتهديد رئيسه بالقتل قبل 6 أشهر. ويجد بطل العمل الفنان فايز المالكي أن الحلقة عكست الوضع الثقافي الحاضر في المملكة، من حيث رفض البعض لها وجعلها حكراً على فئة محددة، وجاء طرحها بأسلوب كوميدي ساخر متعمّد تفوق على الجدية، وذلك بهدف وصول الرسالة المطلوبة إلى الجمهور والمسؤولين، معتبراً أن الحلقة لم توجد الحلول، لكنها صوّرت الواقع مع بعض المبالغات البسيطة التي لا تخلّ بالهدف العام للحلقة. ويضيف: «أجد أن الحلقة نقلت الواقع تماماً، ونحن من خلالها عملنا على إيصال رسالة تتمثل في أهمية وجود مجموعة من معارض الكتاب المتاحة لجميع فئات المجتمع، وليس للمثقفين وحسب، كون الثقافة ليست ملكاً لأحد بعينه، وإنما هي حق للجميع، فليس من المعقول الوقوف أمام الأندية الأدبية ومعارض الكتاب بشكل مستمر، لأجل حجج غير مقبولة، فما نشهده إما أن يكون رفضاً للاختلاط مثلاً في معارض الكتاب على رغم هدفها الراقي، أو القيام بشنّ بعض الحملات على الأنشطة التي تقوم بها الأندية الأدبية، إما بإحراق أو بإساءة، وقمنا بتناول كل ذلك من خلال الحلقة وطرحناها بشكل كوميدي ناتج من حبكة رائعة أجاد فيه المؤلف عبدالعزيز المدهش». ويرى أن القضية المطروحة لا تتوقف على الوضع الثقافي، ورفض البعض له من عدمه، وإنما يمتد ليطاول بعض المثقفين الذين يضعون الحواجز بينهم وبين أفراد المجتمع بنوع من التعالي، إضافة إلى وجود فئة تدّعي الثقافة وهي بعيدة عنها ولا تمثّلها بأي شكل، إذ يقتصر حرصهم على الظهور المتواصل وهم لا يملكون القيمة الثقافية العالية، ويقول: «في الوقت الذي نمتلك فيه كتاباً كباراً ومثقفين لهم قيمتهم التي لا يستهان بها، ونلحظ قربهم من المجتمع وتواصلهم الدائم معه بكل تواضع، نجد أن هناك أشخاصاً مستثقفين يحرصون على الظهور فقط ولا يمتلكون الثقافة اللازمة، ويعتقدون أنهم في مكان مهم وهم في حقيقتهم أقلّ من ذلك بكثير». وبشكل عام يجد فايز نفسه راضياً تماماً عن «سكتم بكتم»، إذ يرى أنه وصل للجمهور بشكل مميّز، بعيداً عن الابتذال والإسفاف والمشاهد الخادشة، بطرح مجموعة من القضايا الشائكة التي تلامس واقع المجتمع، ما أسهم في دعم وجود القناة السعودية الأولى جماهيرياً خلال شهر رمضان، لكنه استغرب تجاهل بعض وسائل الإعلام لعمله، على رغم نجاحه في الوصول إلى الجماهير، في الوقت الذي يؤكد فيه أنه ليس مهتماً إلا برد فعل الجمهور، وأنه ليس بحاجة إلى حديث جهةٍ ما عنه.