أعلن الجيش المصري أن قواته بدأت أمس تنفيذ «حملة موسعة لملاحقة واستهداف العناصر الإرهابية في مناطق عدة في شمال سيناء ووسطها»، وأن القوات الجوية «مستمرة في استهداف البؤر الإرهابية»، بعد يومين من مقتل 12 عسكرياً وجرح 6 آخرين في هجوم على نقطة تفتيش عسكرية. وأوضح الناطق العسكري في بيان، أن «القوات المسلحة مدعومة بعناصر من الوحدات الخاصة والشرطة المدنية بدأت تنفيذ حملة موسعة لملاحقة واستهداف العناصر الإرهابية والخارجين على القانون في عدد من المناطق في نطاق المدن والقرى والتجمعات السكانية في شمال سيناء ووسطها والمناطق الصحراوية المحيطة بها». وأضاف أن القيادة العسكرية «دفعت بتعزيزات من الجيشين الميدانيين الثاني والثالث للمشاركة في الحملة، ومراجعة الإجراءات الأمنية مع القوات واتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر وتطبيق قواعد الاشتباك، حفاظاً على أرواح الأبرياء الذين قد تستغلهم العناصر التكفيرية كساتر لها في مواجهة القوات»، مشيراً إلى أن «الحملة تتزامن مع استمرار القوات الجوية في توجيه ضرباتها المركزة لاستهداف الجيوب والبؤر الإرهابية في محيط مناطق العمليات». ولفت إلى مشاركة مروحيات من طراز «أباتشي» في «تنفيذ عمليات الاستطلاع والتصوير الجوي وقصف عدد من الملاجئ التي تستخدمها العناصر التكفيرية المسلحة للإيواء والهروب في هذه المناطق». وتابع أن «قوات الأمن كثفت إجراءاتها الأمنية على امتداد الطرق والمحاور الرئيسة وفرضت طوقاً أمنياً لمنع تسلل العناصر الإرهابية من مناطق العمليات إلى قرى ومدن شمال سيناء ووسطها». وذكرت مصادر طبية وشهود أن شخصين قُتلا واثنين آخرين جُرحا برصاص مسلحين في أماكن متفرقة من العريش ورفح ونقلوا إلى مستشفيي العريش ورفح. وأضافت أن شاباً (20 عاماً) مقيماً في منطقة الماسورة في رفح أصيب بطلقات عدة أثناء تواجده في منطقه الريسة، فيما قُتل آخر برصاص مسلحين مجهولين في شارع أسيوط في العريش. وجُرح شخصان، أحدهما (23 سنة) من منطقة طويل الأمير في العريش أصيب برصاص مجهولين في الكتف الأيسر، والآخر (45 سنة) من حي الزهور في العريش أصيب برصاصة في القدم اليمنى في محيط منطقة الريسة. وأفادت مصادر أمنية بأن «الحملات وإجراءات التفتيش مستمرة على مدار الساعة للتأكد من هوية القادمين والمغادرين إلى شمال سيناء عبر الحواجز الأمنية المنتشرة في مختلف الطرق والميادين، وأسفرت إحدى الحملات عن ضبط 49 مطلوباً لأجهزة الأمن على خلفيات متنوعة احتجزوا في مقر أمني للتحقيق معهم واتخاذ الإجراءات الأمنية بحقهم». وقال مسؤول في معبر رفح البري مع قطاع غزة، إن السلطات المصرية فتحت المعبر لليوم الثاني على التوالي أمام حركة تنقل العالقين والمرضى والحالات الإنسانية. وأضاف أن «1534 مسافراً تنقلوا بين مصر وغزة أمس، بينهم 795 قدموا إلى مصر و739 عادوا إلى القطاع». وأشار إلى إغلاق أبواب المعبر الحدودي مع انتهاء مواعيد العمل الرسمية واستمرار إنهاء إجراءات القادمين والمغادرين حتى الساعات الأولى من الصباح. إلى ذلك، انطلق أمس التدريب العسكري المصري- الروسي المشترك الذي يحمل اسم «حماة الصداقة 2016»، وتنفذه عناصر من وحدات المظلات المصرية وقوات الإنزال الجوى الروسية، بمشاركة أكثر من 700 مقاتل و20 معدة متوسطة وثقيلة من البلدين يتم إسقاطها خلال 60 طلعة جوية مخططة باستخدام 30 طائرة مصرية وروسية من مختلف الطرازات، وفقاً لبيان عسكري مصري. وأشار البيان إلى أن «مراسم التدريب بدأت بوصول وحدات الإنزال الجوي الروسية إلى المدينة العسكرية في منطقة الحمام التابعة للمنطقة الشمالية العسكرية، واصطفاف عناصر رمزية من القوات المشاركة من الجانبين، ورفع العلمين المصرى والروسي في منطقة التدريب». وأوضح أن «المراحل التمهيدية للتدريب تتضمن تنظيم عدد من المحاضرات النظرية والعملية تتضمن المواضيع والأهداف التدريبية التي سيجري تنفيذها خلال مراحل التدريب، والتعرف إلى الخواص الفنية والتكتيكية للأسلحة والمعدات وآليات القيادة والسيطرة، واكتساب المهارات الميدانية والتكتيكات الخاصة التي يستخدمها الجانبان في تنفيذ مختلف المهام، لصقل مهارات العناصر المشاركة وتبادل الخبرات بين الجانبين». وأشار إلى أن «التدريب يأتي في ضوء حرص القيادتين السياسية والعسكرية لكلا البلدين على تنمية وتعزيز علاقات التعاون الإستراتيجي بين القوات المسلحة لكليهما في كثير من المجالات، والتخطيط والتنفيذ لتدريبات ومناورات مشتركة لتنمية قدرة القوات المشاركة من البلدين على استغلال جميع الإمكانات والوسائل المتيسرة لسرعة تنفيذ المهمات المخططة وغير المخططة في الوقت والمكان المحددين بدقة وكفاءة عالية». من جهة أخرى، استبق القضاء تمرير البرلمان اليوم مشروع قانون مكافحة الهجرة غير المشروعة الذي يغلّظ عقوبات مهربي البشر، بإصدار أحكام بالسجن بحق سماسرة هجرة. وأمرت محكمة في الإسكندرية أمس بحبس ثلاثة سماسرة 3 سنوات، بتهم «الإتجار بالبشر، وتهريب الأشخاص خارج البلاد، والنصب والاحتيال عليهم، والاستيلاء منهم على مبالغ مالية». وبالتزامن مع الحكم القضائي، تمكنت قوات حرس الحدود من ضبط مركب يقل 207 أشخاص من جنسيات مختلفة، أثناء محاولتهم السفر إلى إيطاليا سراً عبر البحر المتوسط، انطلاقاً من سواحل شمال مصر. على صعيد آخر، أصدر رئيس الحكومة شريف إسماعيل أمس قراراً بتشكيل مجلس أمناء «وحدة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب»، برئاسة شقيق الرئيس عبدالفتاح السيسي نائب رئيس محكمة النقض القاضي أحمد السيسي، وعضوية ممثلين للبنك المركزي والهيئة العامة للرقابة المالية والنيابة العامة واتحاد بنوك مصر ووزارة المال ومجلس الوزراء.