أظهر استطلاع للرأي أن عدد البريطانيين الذين يريدون أن تعطي الحكومة أولوية لإبرام اتفاقات تجارية مشجعة مع الاتحاد الأوروبي عند التفاوض على الانسحاب من الاتحاد، فاق عدد من يرون أنه يجب على الحكومة تقليص الهجرة. ووافق البريطانيون بغالبية 52 في المئة في مقابل 48 في المئة في استفتاء جرى في حزيران (يونيو) الماضي، على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي بعد حملة ركز فيها في شكل كبير المؤيدون للانسحاب على الهجرة ووعدوا بأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيسهل عليها تقليص الهجرة. ومن المتوقع أن تبدأ الحكومة رسمياً بحلول نهاية آذار (مارس) المقبل، مفاوضات تستمر سنتين في شأن شروط انسحاب بريطانيا. وفي استطلاع شمل ألفي شخص وأجرته عبر الإنترنت مؤسسة «كوم ريس» قال 49 في المئة ممن شملهم الاستطلاع إنه يجب على الحكومة إعطاء أولوية للتوصل الى اتفاقات تجارية مشجعة، في حين قال 39 في المئة إنهم يعتقدون بأنه يجب على الحكومة إعطاء أولوية لخفض الهجرة. وورد في الاستطلاع الذي أُجرى لحساب صحيفتي «صنداي ميرور» و»إندبندنت» إن 48 في المئة من كبار السن قالوا إنهم يريدون إعطاء أولوية لفرض قيود على الهجرة في حين أبدى 25 في المئة فقط من الشبان تأييدهم ذلك. ويعكس ذلك نتائج الاستفتاء نفسه والتي أظهرت تأييد كبار السن للانسحاب من الاتحاد الأوروبي في شكل أكبر بكثير من الناخبين الأصغر سناً. وكان وزير المال فيليب هاموند صرح الجمعة بأنه يجب ألا يؤدي فرض قيود على الهجرة بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى الإضرار بالاقتصاد. وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل السبت إنه لا يمكن لبريطانيا الحصول على امتيازات في شأن حرية التنقل في الوقت الذي تحتفظ بحرية دخول السوق الأوروبية الموحدة في شكل كامل وإلا فإن دولاً أخرى ستريد المثل. وكرر تصريحاتها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولوند الذي قال إنه يجب ألا يؤدي قرار بريطانيا بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي إلى تعريض مبدأ حرية التنقل للخطر. اسكتلندا في غضون ذلك، قالت رئيسة الوزراء الإسكتلندية نيكولا ستيرجن إن إجراء استفتاء جديد على استقلال أسكتلندا «مرجح بشدة» قبل 2020 وذلك بعدما اختار البريطانيون الخروج من الاتحاد الأوروبي. ورداً على سؤال لقناة «آي تي في» عما إذا كانت تتوقع إجراء استفتاء ثان في أسكتلندا قبل 2020، قالت ستيرجن امس: «أعتقد بأنه أمر مرجح بشدة في ضوء الموقف الذي نحن فيه. إن ما حدث منذ ذلك الحين ربما جعلني أعتقد بذلك بدرجة أكبر مقارنة باليوم التالي للاستفتاء». وصوتت أسكتلندا بهامش كبير لمصلحة البقاء في الاتحاد الأوروبي، لكن بريطانيا في شكل عام صوتت للخروج في استفتاء أحيا الحديث عن انفصال أسكتلندا عن بقية المملكة المتحدة. ورفض الأسكتلنديون الاستقلال عن بريطانيا قبل سنتين. وقالت ستيرجن في المؤتمر السنوي للحزب الوطني الأسكتلندي الذي تنتمي إليه الأسبوع الماضي، إن حكومتها تستعد لكل الاحتمالات بما فيها الاستقلال وذلك بعد خروج بريطانيا من التكتل.