موسكو، مينسك - أ ف ب، يو بي آي - شدد وزير الدفاع الروسي اناتولي سيرديوكوف، غداة مقتل ثلاثة جنود وجرح 35 شخصاً بينهم 4 في حال الخطر في جمهورية داغستان شمال القوقاز على ضرورة تعزيز امن القوات الروسية في القوقاز، ما يؤكد عدم استقرار الوضع في ظل تكثف هجمات المتمردين في المنطقة خصوصاً في داغستان وأنغوشيا، الجمهوريتين المجاورتين للشيشان وأول من امس، امر سيرديوكوف بوضع كل الثكنات في القوقاز في حال تأهب بعد تفجير سيارة مفخخة بكمية مئة كيلوغرام من مادة «تي ان تي» قرب منطقة بويناكسك في داغستان، علماً ان هذا الهجوم كان سيؤدي الى سقوط عدد اكبر بكثير من القتلى لو أدخلت السيارة المفخخة الى معسكر مستهدف. ولا يزال عشرات الآف الجنود الروس متمركزين في الجمهوريات المضطربة في القوقاز الشمالي بعد الانتهاء رسمياً في ربيع 2009 من عملية «مكافحة الأرهاب» في الشيشان، الإسم الذي اطلق على الحرب التي شنتها روسيا منذ 1999 في هذه الجمهورية الصغيرة. على صعيد آخر، أعتقلت الشرطة في بيلاروسيا 6 مشبوهين في الهجوم الذي شن باستخدام قنابل حارقة على السفارة الروسية في مينسك الإثنين الماضي. وأوضح الناطق باسم الشرطة الكسندر لاستوفسكي ان المشبوهين اتهموا بتعمد احراق السفارة، مشيراً الى ان احتمال وقوفهم وراء أحداث مماثلة أخرى في العاصمة البيلاروسية مينسك. وكانت وزارة الخارجية الروسية وصفت الاعتداء بأنه «عمل مشين يعبر عن رغبة واضحة من قوى محددة في التدخل بالعمل الطبيعي للسفارة وخلق توتر في العلاقات الثنائية بين روسيا وبيلاروسيا»، علماً ان الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو لمّح الى مسؤولية موسكو عن الهجوم. وشهدت العلاقات الروسية - البيلاروسية توتراً في الشهور الأخيرة، بعد خلاف حول الغاز إضافة إلى اتهام الكرملين الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بالتراجع عن تعهده الاعتراف باستقلال اقليمي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الجورجيين الانفصاليين. وفي اجتماع عقد في منطقة القوقاز أمس لبحث شؤون التنمية الاقتصادية، اعلن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ان الوضع «ليس بسيطاً،، بدليل الاحداث والاعتداءات التي ارتكبت اخيراً. لكن خططنا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في القوقاز الشمالي اصبحت اكثر ضرورية». وعلى رغم ان بوتين استبعد اندلاع «حرب جديدة» في القوقاز، اقرّ الجنرال نيكولاي سيماكوف المكلف ملف القوقاز الشمالي بتدهور الوضع في المنطقة. وقال لصحيفة «فريميا نوفوستي»: «في داغستان وأنغوشيا وكاباردينو- بالكاريجا تفاقم الوضع الإجرامي في شكل كبير، وتواجه القوات الروسية متمردين يشنّون ضربات في اماكن يشعرون بأنها تضم مواطن ضعف». واعترف ايضاً بأن بعض الشبان ينضمون بالعشرات الى صفوف المتمردين في جمهوريات القوقاز، ما يطرح «المشكلة الاكثر حساسية» للسلطات الروسية.