تراجعت الحكومة الباكستانية عن قرارها التفرد في صرف المساعدات الدولية لمتضرري الفيضانات، ودعت الى اجتماع لمجلس المصالح العامة بين المقاطعات الباكستانية، لتقرير مصير المساعدات وكيفية توزيعها. يأتي ذلك بعد انتقادات حادة وجهتها المعارضة الى «حزب الشعب» الحاكم، فيما تصاعدت دعوات للعودة الى الحكم العسكري في البلاد لضمان استقرارها. وتزامنت تلك الدعوات مع موجة تفجيرات استهدفت الأقلية الشيعية في البلاد، وكان آخرها في مدينة كويتا (جنوب غرب). وبرزت امس ادانة ايران و»حزب الله» اللبناني للتفجيرات. وأعرب الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست عن أسف بلاده لمقتل وجرح عدد كبير من المسلمين في شهر رمضان خلال مشاركتهم بمسيرة تضامن مع الشعب الفلسطيني المسلم. وقال مهمان برست ان «التخطيط لمثل هذا العمل الإجرامي وتنفيذه من خلال استهداف مدنيين عزل لا ذنب لهم سوى أنهم شاركوا في مسيرة احتجاجاً على الكيان الصهيوني لجرائمه البشعة ضد أبناء الشعب الفلسطيني وإعلان تضامنهم مع هذا الشعب المظلوم أماط اللثام عن القناع الذي كان أعداء الإسلام يتخفون وراءه». ورأى «حزب الله» في بيان ان «هذه الاعتداءات الإرهابية مؤشر خطير من مؤشرات السعي الأميركي الحثيث لإيقاع الفتنة بين المسلمين وتفتيت مواقفهم انتقاماً لهزائم الإدارة الأميركية النكراء وتعويضاً لفشل احتلالاتها في أفغانستان والعراق وأماكن عدة في العالم.» ودعا الحزب المسلمين في باكستان والعالم» إلى التنبه لأخطار التآمر الأميركي الاستكباري الذي يهدف إلى النيل من وحدتهم وقوّتهم ومواقفهم والتفافهم حول قضية المسلمين الأولى المتمثلة باحتلال فلسطين ولا سيما القدس الشريف». من جهة أخرى، توالت التصريحات الداعية الى عودة الحكم العسكري. وكان آخرها من زعيم «حركة المهاجرين القومية» ألطاف حسين المقيم في المنفى في لندن، والذي دعا الى وضع حد للحكم المدني بسبب فشله في فرض الاستقرار السياسي في البلاد. وأعلنت مصادر قيادية في «حركة المهاجرين» عزم قيادته على نقل مقرها من لندن إلى دبي «لتبقى على مقربة من الأحداث في باكستان وتسهيل وصول العديد من قيادات الحركة (في الداخل) إلى دبي للتشاور مع ألطاف حسين في ظل التطورات المتسارعة في باكستان». وأكد القائد السابق للجيش الباكستاني الجنرال ميرزا أسلم بيغ ان إقامة حكم عسكري في باكستان «تخدم مصالح واشنطن في المنطقة». وأشار إلى ان الجنرال اشفق كياني قائد الجيش الحالي ونواز شريف زعيم المعارضة يعارضان هذا الخيار.