إسلام آباد - رويترز – بعد مرور أكثر من شهر على كارثة الفيضانات الأسواء في تاريخ باكستان، وأدت الى فقدان معظم المنكوبين املاكهم، يبدو ان تنامي الغضب من حكومة الرئيس آصف علي زرداري سيفقد «حزب الشعب» الحاكم اصوات الناخبين. وأكد العامل محمد رمضان المتحدر من منطقة محمود كوت شرق ملتان في جنوب البنجاب انه لن يمنح صوته مجدداً لنائبة الدائرة في البرلمان رباني خار، لأنها لم تفعل شيئاً لقريته التي دمرتها الفيضانات، و «مرت بسيارتها على القرية من دون ان تتوقف فيها». وتابع رمضان الذي فقد طفلين بسبب الاسهال في الشهرين الماضيين: «اعتقدت بأنها ستهتم بنا، لكن ذلك لم يحصل. يعدون بالكثير خلال الحملة الانتخابية، لكنهم لا يبالون بأمرنا». وردت خار بتأكيد ان الجميع لم يكن مستعداً للتعامل مع الكارثة، مشيرة الى تضرر 20 من 21 منطقة في دائرتها، «ما جعل الكارثة ضخمة جداً»، مضيفة: «رأينا جميعاً رد فعل الادارة الاميركية على اعصار كاترينا. هنا تنظر الى كارثة تتحرك ببطء». كذاك، حمّل رانا فرمان الله الموظف في ادارة الزراعة والمياه في البنجاب الحكومتين المركزية والاقليمية مسؤولية تفاقم الكارثة عبر توزيع المعونات على اشخاص لا يحتاجونها مثل مؤيدي بعض السياسيين، وعدم التصدي لعمليات السرقة والنهب. وأعلن ان الوحيدين الذين قدموا مساعدات هم الجيش ومنظمات خيرية مثل «جماعة الدعوة» المتشددة ودول اجنبية مثل السعودية والولايات المتحدة. وأكد فرمان الله الحاجة الى وظائف وليس مساعدات خيرية تجعلنا متسولين. وقال: «نحن فقراء، لكننا نعمل بجد. ارجوكم لا تحولونا إلى شحاذين». وعموماً، تُضعف الجريمة وبيع مواد مساعدات جرى التبرع بها بينها اكياس طحين وعلب زيت للطهي من جهود اغاثة ضحايا الفيضانات. وفيما قال عبدالغفور الذي يملك متجراً في جور ماندي ببيشاور إنه اشترى المواد التي تحمل شعارات وكالات الاغاثة الدولية مثل برنامج الأغذية العالمي والوكالة الأميركية للتنمية الدولية من ضحايا باعوها للحصول على اشياء آخرى يحتاجونها، صرح رحيم الله خان، مالك متجر آخر بأن ذلك لا يمكن ان يحصل من دون ضلوع مسؤولين، اذ لا يستطيع الضحايا جلب شاحنة مملوءة بالامدادات وتفريغها». ويحاول مسؤولون معالجة الوضع. وقال سراج أحمد مسؤول الحكومة الاقليمية في بيشاور: «شكلنا لجنة للنظر في هذه النشاطات غير الشرعية والمحزنة». وفي البنجاب (جنوب)، كشف قرويون ان اشخاصاً يعيشون خارج المناطق المتأثرة بالفيضانات نهبوا مقتنيات منازل غادرها الضحايا، وبينها حلي ومعدات كهرباء مثل غسالات ومراوح وبرادات.