واشنطن – ليندساي ماديرا من «نشرة واشنطن» - يوجد في العالم 1.6 بليون نسمة منهم أكثر من 500 مليون في أفريقيا لا يحصلون على الكهرباء، لتلبية احتياجات أساسية مثل الطهو والإنارة المنزلية. ويتوقع أن يرتفع العدد في أفريقيا على مدى السنوات العشرين المقبلة إلى نحو 700 مليون. ويعتمد هؤلاء في شكل أساس في الطبخ والإضاءة على الوقود - الذي يتشكل في معظمه من الفحم، والخشب، والكيروسين - غير الفعال والمكلف والخطر، ويشكل تهديداً لصحة الإنسان، ويساهم في انبعاث غازات الاحتباس الحراري. وتستهلك الإضاءة أعلى نسبة من نفقات الطاقة في المنازل. وينفق المستهلكون الأفارقة ما بين 10 بلايين دولار و17 بليوناً على الكيروسين للإضاءة. ويضع الشركاء في القطاعين العام والخاص مقاربة للابتكار لتحسين الوضع، ويعملون كصنّاع للسوق، لتسريع ابتكار منتجات من شأنها أن تؤمن منتجات إضاءة حديثة من خارج الشبكة الكهربائية، إلى السكان في «أسفل الهرم» الاجتماعي. وتوجد لدى التقنيات المتطورة في الإضاءة الحديثة، قدرة على استبدال الكيروسين بمنتجات أفضل، ولكن حواجز كبرى تعيق الأسواق التجارية لهذه المنتجات في العالم النامي. كما أن القطاع الخاص ليس مجهزاً في شكل جيد لتأمين الأسواق لوحده. يعمل برنامج إضاءة أفريقيا، المشترك بين البنك الدولي ومؤسسة التمويل الدولية (IFC)، بمثابة غرفة مقاصة شريكة لتسهيل التعاون الدولي لمعالجة هذه المشاكل، بدءاً من الإضاءة ووصولاً إلى خدمات الطاقة الإضافية. ويقوم «البرنامج» بدور الوسيط بين الشركات الخاصة والعملاء لإيجاد أسواق منتجات أفضل للإضاءة. ويؤمن، من خلال دعم تطوير المنتجات ونماذج الأعمال المحسنة، بدائل عملية عن الكيروسين، ذات تكلفة معقولة. ويلعب برنامج «إضاءة أفريقيا» دوراً أساسياً بمثابة «وسيط تزاوج» بين مجموعات صناعية وغيرها من أصحاب المصلحة مثل المنظمات غير الحكومية، والحكومات المحلية، والأوساط الأكاديمية، والمؤسسات المالية، ومنظمات التنمية الدولية. ومن خلال المطابقة بين المنتجات والمشترين، يزود «البرنامج» في المستهلكين الأفريقيين بخيارات إضاءة حديثة بأسعار يمكن تحملها، ويحسّن حياتهم، ويحد من آثار تغيّر المناخ. ولولا التدخل، لكانت حواجز عولجت من خلال طريقة «الابتكار الموزع» ستحول دون تطوير أسواق منتجات أفضل للإضاءة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وجنوب آسيا، وأجزاء أخرى من العالم. ومن العوائق: «غياب الفهم وارتفاع تكاليف المعاملات التي تمنع القطاع الخاص من التقدير الكامل لفرص السوق. وغياب الوعي لدى المستهلكين حول فوائد الإضاءة من خارج الشبكة الكهربائية، ما أدى إلى قرارات شراء سيئة للمستهلكين. وغياب ضمان جودة المنتجات وخدمات الدعم الفني، ما أدى إلى عدد أقل من المنتجات والتخلي عن جودتها. وتكثر المعوقات السياسية والتنظيمية، مثل رسوم الاستيراد والجمارك، والإعانات المالية المشبوهة إلى أسواق تقوّض إنشاء أسواق مستدامة، والافتقار إلى خدمات الدعم للأعمال التجارية، وإمكان الوصول إلى شبكات الأعمال – الشركاء، ومحدودية فرص الحصول على تمويل، ما يقوض القدرة الشرائية. يعمل برنامج «إضاءة أفريقيا» على خفض الحواجز وتعزيز تسريع الأسواق من خلال تزويد المستهلكين معلومات حول الأسواق وتثقيفهم، وتقديم خدمات دعم لشركات الأعمال، وعمليات السياسة والقطاع العام. وتشمل اثنتان من خدماته تأمين ضمان الجودة وإمكان الحصول على المساعدة المالية. ويشترك برنامج «إضاءة أفريقيا» مع مؤسسات تمويل تجارية فيطلعها على فرص الأعمال المتوافرة في القطاع ويزودها برؤوس أموال وبأدوات تخفف الأخطار ويرشدها في تمويل المشاركين عبر سلسلة إمدادات. ويدرس البرنامج أيضاً تقديم تمويل مباشر إلى منظمات مثل «إي كو» وصندوق «اكيومن» الذي يزود التمويل لمشاريع محددة في دول نامية. تظهر النتائج الأولية أن دعم المشروع ساعد في تسريع أجزاء عدة من سوق الإضاءة الحديثة خارج الشبكة الكهربائية في البلدان الواقعة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا. ففي 2008 طوّر اقل من 10 منتجات خصيصاً لهذه السوق، وتصنّع 50 شركة 70 نوعاً من المنتجات وتعرض في متاجر بيع التجزئة في أفريقيا. ويتوقع ان تنخفض أسعار أجهزة الإنارة الشمسية النقالة 40 في المئة سنوياً، بسبب انخفاض أسعار الفولتية الضوئية (PV) الشمسية، والبطاريات، والدايودات الضوئية. ويوضح نجاح مشروع «إنارة أفريقيا» الفوائد المباشرة لجهد منسق بين القطاعين العام والخاص.