إسلام آباد - أ ف ب، رويترز - قتل 45 شخصاً على الاقل وجرح اكثر من 100 آخرين نصفهم في حال الخطر، في هجوم نفذه انتحاري واستهدف تظاهرة نظمها سكان من الطائفة الشيعية في كويتا عاصمة إقليم بالوشستان جنوب غربي باكستان، إحياءً ليوم القدس العالمي الذي يندد بسيطرة اسرائيل على القدس القديمة ويدعم الفلسطينيين. وأشار مسؤول اقليمي إلى أن الشرطة حاولت منع التظاهرة من التوجه نحو منطقة ميزان شوق لدواعٍ أمنية، لكن المشاركين رفضوا الإذعان للتعليمات. وتحدث شهود عن اطلاق نار كثيف في الهواء لدى انتشال فرق الإسعاف الجرحى. واعتبر هذا الهجوم الثاني الكبير ضد الشيعة في باكستان هذا الاسبوع، وذلك بعد سقوط 33 قتيلاً في 3 تفجيرات استهدفت موكباً للشيعة في مدينة لاهور (شرق)، ما يشكل تحدياً للحكومة التي تواجه ايضاً كارثة الفيضانات المدمرة التي ضربت البلاد منذ اكثر من شهر. وتبنت «طالبان باكستان» تفجيرات لاهور التي شكلت العملية الاولى للمتشددين في باكستان منذ الفيضانات. وأعلن شاكر الله محسود الناطق باسم قاري حسين محسود، القائد البارز في حركة «طالبان باكستان»، ان التفجيرات شنت «للانتقام من أعمال قتل أبرياء من الطائفة السنية». وأضاف: «ربما ننشر تسجيلات مصورة للفدائيين». واتهم مدّعون أميركيون هذا الأسبوع زعيم «طالبان باكستان» حكيم الله محسود بالضلوع في مؤامرة قتل سبعة من عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) في قاعدة أميركية في مدينة خوست الأفغانية في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. ورصدت واشنطن مكافأة مالية مقدارها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال حكيم الله محسود وقائد آخر يدعى ولي الرحمن، علماً انها ادرجت «طالبان باكستان» ضمن لائحتها للمنظمات الإرهابية الأجنبية، وذلك بعد تبني حركة «طالبان باكستان» محاولة فاشلة لتفجير ساحة تايمز سكوير في نيويورك مطلع ايار (مايو) الماضي. اما إسلام آباد فرصدت مكافأة قيمتها 50 مليون روبية (590 ألف دولار) لمن يدلي بمعلومات عن حكيم الله محسود او ولي الرحمن أو قاري حسين. وخلال الأعوام الثلاثة الاخيرة، قتل اكثر من 3600 شخص في نحو 300 هجوم، غالبيتها انتحاري، نفذها عناصر حركة «طالبان» المتحالفة مع تنظيم «القاعدة» او مجموعات مرتبطة به اعلنت سابقاً «الجهاد» على اسلام آباد بسبب دعمها واشنطن. وفي منطقة مردان في مدينة بيشاور (شمال غرب)، قتل شرطي في انفجار قنبلة حملها انتحاري منعه رجال الامن، في اللحظة الاخيرة، من دخول قاعة صلاة للأقلية الاحمدية التي يستهدفها بانتظام متطرفون سنّة. وعاد الهجوم الاخير الذي تعرضت له اقلية الأحمدية الى 28 ايار (مايو) الماضي، حين هاجم انتحاريون مسجدين يتردد عليهما أتباعها في لاهور، ما ادى الى مقتل 82 منهم. ونشأت الجماعة «الأحمدية» نهاية القرن التاسع عشر على يد ميرزا غلام أحمد القادياني الذي يتحدر من بلدة «قاديان» في إقليم البنجاب الهندي. ويبلغ عدد أتباع الطائفة ملايين عدة يتوزعون على الهند وباكستان وبنغلادش ودول المهجر مثل بريطانيا. ويقول الأحمديون إنهم يتعرضون لتمييز طائفي في باكستان، حيث يحظر القانون عليهم وصف أنفسهم بأنهم «مسلمون».