كابول - أ ف ب، رويترز - التقى وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس أمس، جنوداً من بلاده في قاعدة صغيرة متقدمة لقوات الحلف الاطلسي (ناتو) في ولاية قندهار جنوبافغانستان، وصفهم الناطق باسمه جيف موريل بأنهم «النخبة» في الحرب على حركة «طالبان»، في وقت يتكبد هؤلاء مزيداً من الخسائر في مواجهة متمردي الحركة. وخاطب غيتس حوالى مئة جندي اميركي يتمركزون في هذه القاعدة بالقول: «انتم بالتأكيد على خط الجبهة»، علماً ان الوحدة خسرت اخيراً ثمانية جنود في معارك، فيما سقط خلال اسبوع واحد 28 جندياً اميركياً، معظمهم في جنوب البلاد، بسبب انفجار ألغام يدوية الصنع، السلاح الاكثر استخداماً لدى «طالبان»، او في هجمات. ويعتبر 2010 العام الاكثر دموية للقوات الاميركية في افغانستان، بعدما خسرت 326 جندياً من اصل 493 قتلوا في صفوف القوات الاجنبية الذين تكبدوا 521 قتيلاً عام 2009، وهو رقم قياسي بالنسبة الى هذه القوات التي يشكل الجنود الاميركيون اكثر من ثلثي عددها البالغ 150 الف جندي. وأكد غيتس وصول غالبية الجنود الاميركيين ال30 ألفاً الذين وعد الرئيس الاميركي باراك اوباما ارسالهم الى افغانستان في محاولة لقلب مسار الحرب لمصلحة قوات التحالف الدولي، علماً ان اوباما اكد الاربعاء الماضي ان انسحاب القوات الاميركية من هذا البلد سيبدأ في تموز (يوليو) 2011 كما سبق ان وعد في كانون الاول (ديسمبر) 2009. وجاءت زيارة غيتس لأفغانستان في وقت تتصاعد الانتقادات للأخطاء التي ترتكبها القوات الاجنبية، وآخرها اول من أمس حين دان الرئيس الافغاني حميد كارزاي «بشدة» عملية قصف للحلف الاطلسي استهدفت، بحسب قوله، موكب احد المرشحين للانتخابات الاشتراعية في شمال البلاد، ما ادى الى مقتل عشرة مدنيين وجرح المرشح. واعتبر كارزاي الذي تسلم السلطة مع نهاية 2001 بفضل دعم الولاياتالمتحدة، ان «القصف الجوي للقرى الافغانية لن يضيف الى الحرب على الارهاب إلا مقتل مدنيين أفغان». وأمس، قتل مرشح للانتخابات الاشتراعية وجرح مدني في هجوم شن باستخدام قنبلة على مجمع حاكم الاقليم في مدينة غزني (جنوب شرق). وأيد غيتس اعلان الحلف الاطلسي ان طائراته قصفت موكباً نقل مسؤولاً في الحركة الاسلامية الاوزبكية المتحالفة مع تنظيم «القاعدة». وتعهد «الناتو» فتح تحقيق في عملية القصف. على صعيد آخر، اعلن الجنرال الاميركي ريتشارد ميلز الذي يقود قوات التحالف في ولاية هلمند، المنطقة الرئيسة في زراعة الخشخاش بالنسبة الى «طالبان»، ان المتمردين في جنوبافغانستان يواجهون «ازمة مالية» بعدما اربك التحالف الدولي تجارتهم المربحة للأفيون. وأوضح انه بعد ضغوط متزايدة على مختبرات المخدرات ومحاور نقلها، تقلصت السيولة التي تمتع بها المتمردون قبل سنة الى اقل من النصف. وقال: «نعتقد بأن التمرد المحلي داخل هلمند يملك اقل من نصف الاموال الضرورية لعملياته من العام الماضي». وأفاد مكتب الاممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة بأن افغانستان انتجت 6900 طن من الافيون عام 2009، اي اكثر من 90 في المئة من الانتاج العالمي.