أضاف مجلس الوزراء خلال جلسته التي عقدها أمس (الإثنين) برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز جدولاً إلى جدول الغرامات والجزاءات -الملحق بلائحة الغرامات والجزاءات عن المخالفات البلدية- حول ظاهرة هدر الخبز ومنتجات الدقيق من المخابز والمصانع، وذلك لوضع حد للظاهرة. وجاء التعديل بعد الاطلاع على توصية اللجنة الدائمة لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وما رفعه وزير البيئة والمياه والزراعة رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للحبوب المهندس عبد الرحمن الفضلي حول ظاهرة هدر الخبز ومنتجات الدقيق. وقدر الفضلي نسبة هدر الغذاء في المملكة بين 30 و40 في المئة مبدياً مخاوفه من أن «يتحول صغار المزارعين إلى مُشترين للغذاء في المستقبل». وقال الوزير في مطلع العام 2016 على هامش ورشة عمل بعنوان «الحد من الفاقد والهدر في الغذاء»، إن «المحافظة على الغذاء من الفقد والهدر واجب تساهم فيه الدولة بمختلف قطاعاتها، والمواطنون بمختلف شرائحهم». وأضاف أن «متوسط استهلاك الفرد في المملكة من التمور والقمح والسكر والدواجن واللحوم هو الأعلى على مستوى العالم». ونظمت «جمعية حفظ النعمة» الشهر الماضي في منطقة عسير بالتعاون مع الغرفة التجارية في أبها محاضرة تحت عنوان «حفظ النعمة بين الكرم والإسراف»، وذلك بهدف توعية ونشر ثقافة حفظ النعمة في المجتمع السعودي. واطلقت في نيسان (أبريل) الماضي، حملة شملت 30 متطوعاً سعودياً لإقناع رواد المطاعم بأخذ ما يتبقى من طعامهم، واختار منظمو الحملة التي تشارك فيها بلدية محافظة الخفجي، مسمى «خذه سفري»، بهدف التوعية بأهمية المحافظة على النعمة وفائض الأطعمة من خلال عدد من الأعمال التطوعية والإعلامية. وكان رواد مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أظهروا استياءهم بسبب تداول مقطع فيديو يظهر ملاك يزينون نحور ماشيتهم بعقد من الذهب الخالص، كما تداولت صوراً سابقة لأحد مُلاك الإبل وهو يزين ناقة بطاقم من الذهب، ما أثار جدلاً واسعاً بين المتابعين ووصفوا الظاهرة بأنها شكل من أشكال التبذير. يذكر أن الشاب السعودي بدر أحمد سريح الذي يربي أغناماً، بادر بإنشاء حاوية لوضع الخبز، ووضعها في الشارع ليلقي فيها أبناء بلدته ما يفيض عن استهلاكهم من الخبز. ووفرت الحاوية التي أصبحت سبعاً بعد مرور أشهر ثلاثة من انطلاق الفكرة، الخبز لأغنامه، وساهمت أيضاً في تقليل الهدر. وزارد الخبز الذي في الحاويات عن حاجة أغنام صاحب المشروع، فقرر بيع الزائد والتبرع بالجزء الأكبر من العائد للفقراء. وكان الفضلي قال في حديث عن التأثير السلبي لهدر الغذاء على الموارد الطبيعية، انه «يزيد كميات المياه المسحوبة من المياه الجوفية وكميات الأسمدة الكيميائية المضافة التي يمكن أن تساهم في تلويث المصادر المائية، كما يزيد من الحاجة إلى تحويل مزيد من الأراضي المستخدمة للرعي أو الغابات للزراعة، ويؤدي إلى استخدام طاقة أكبر للإنتاج والتجهيز والنقل والتخزين، ويقلل من كمية الغذاء المتوافر لاستهلاك المزارعين أو للبيع في الأسواق، ما يعزز من احتمال أن يصبح صغار المزارعين مشترين للغذاء». وصرح وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية للشؤون البلدية يوسف السيف خلال ورشة العمل نفسها بان «الدراسات التي أجرتها الوزارة أظهرت أن زيادة عدد السكان وزيادة تغطية الخدمات، ستؤدي إلى زيادة كمية النفايات المتولدة من 14 مليون طن في 2015 إلى 17.5 مليون طن في 2020». وأضاف أن «معدل إنتاج الفرد من النفايات البلدية الصلبة في المملكة يتراوح بين 1.2 إلى 1.4 كلغم في اليوم، أي ما يوازي 511 كجم في السنة». وتمثل المواد العضوية (نفايات خضراء للحدائق، ومخلفات طعام، ومواد أخرى) النسبة العليا من النفايات وصلت إلى 40 في المئة، بينما تمثل مخلفات الأطعمة من مجموعة النفايات 28 في المئة (ما حوالى ثلاثة ملايين و920 ألف طن سنوياً).