وصلت فجر أمس إلى مطار كراتشي الدولي أولى طائرات الشحن الجوي التي تقل المساعدات السعودية التي تم التبرع بها من خلال حملة خادم الحرمين الشريفين لإغاثة الشعب الباكستاني، تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وبإشراف مباشر من النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية المشرف على الحملة الأمير نايف بن عبدالعزيز. وكان في استقبال الطائرة – التي كان على متنها 100 طن من التمور الفاخرة والحليب -سفير خادم الحرمين الشريفين لدى باكستان عبدالعزيز بن إبراهيم الغدير ومسؤول الإغاثة العاجلة في المكتب الإقليمي لحملة خادم الحرمين لمساعدة الشعب الباكستاني بندر بن قبلان العجمي، ومن الجانب الباكستاني وزير الصناعة والتجارة الإقليمي السيد رؤوف صديقي. وأعرب صديقي عن شكر الحكومة الباكستانية والشعب الباكستاني لخادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي على الدعم المتواصل والمتنوع الذي يصل متتالياً إلى المناطق الباكستانية المتضررة بالفيضانات. وأكد أن المملكة تقف إلى جانب باكستان في كل الأوقات والمحن وأنها ترسل مساعدات متنوعة، إذ أرسلت في بداية كارثة الفيضانات الحالية جسراً جوياً لنقل المساعدات الإغاثية العاجلة وأعقبتها بإرسال فرق بحث وإنقاذ لمساعدة المحاصرين من الفيضانات ومستشفيات ميدانية لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية لمواكبة الجهود الجارية للسيطرة على تفشي الأمراض والأوبئة، والآن نشاهد وصول مساعدات غذائية للأطفال الذين يعانون من نقص الأغذية وسوء التغذية بسبب الفيضانات. وقال: «إن خادم الحرمين ملك الإنسانية استشعر آلام الشعب الباكستاني المنكوب ووجّه بإطلاق حملة شعبية لجمع تبرعات الشعب السعودي للمتضررين من الفيضانات، وأنه يشعر بما يعانيه الأطفال الصغار في المناطق المنكوبة»، موضحاً أن المملكة أول من يرسل المساعدات الخاصة بالأطفال. من جانبه، أوضح السفير الغدير أن قيادة المملكة حريصة على دعم الشعب الباكستاني الشقيق، وأنها تواصل عملية إرسال المساعدات المتنوعة منذ بدء كارثة الفيضانات -من شمال باكستان إلى جنوبها- من مواد إغاثية وغذائية وخدمات طبية، ونستقبل الطائرة الأولى التي تقلّ الأغذية الخاصة بالأطفال التي حملت كميات من الحليب. من جهة أخرى، أوضح مسؤول الإغاثة العاجلة في المكتب الإقليمي للحملة في باكستان بندر بن قبلان العجمي أنه تنفيذاً لتوجيهات النائب الثاني تصل أولى الطائرات المحملة بالمواد الإغاثية التي تم التبرع بها من الشعب السعودي، وتحمل هذه الشحنة100 طن منها 50 طناً من التمور الفاخرة و50 طناً أخرى من الحليب السائل، وهذه المواد تعد وجبة أساسية للأطفال والصائمين في شهر رمضان المبارك، وسيتم توزيعها على المتضررين من الفيضانات في إقليم السند، تحت إشراف مباشر من سفير خادم الحرمين الشريفين لدى باكستان. وبيّن العجمي أن التبرعات من «مشروع قوافل الخير» التي بدأت الحملة بتسييرها يوم الاثنين الماضي، وستصل الطائرة الثانية خلال اليومين المقبلين تحمل شحنة مماثلة من الحليب والتمور . إلى ذلك، غادر مطار الملك خالد الدولي في الرياض أعضاء الفريق الطبي للمستشفى الميداني، متوجهين إلى باكستان وذلك للإشراف على المستشفيين الميدانيين .وعلى رأس المودعين للفريق الطبي المتجه إلى باكستان وكيل وزارة الصحة للشؤون التنفيذية الدكتور منصور بن ناصر الحواسي والمدير العام للإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة الطبيب كتاب بن عيد العتيبي والدكتور سعد المحرج من الشؤون الصحية في الحرس الوطني وعدد من المسؤولين. وأوضح الدكتور الحواسي أن الكادر الطبي مكون من مختلف التخصصات الطبية من الأطباء والممرضين والاختصاصيين والفنيين السعوديين لتقديم الخدمات لإخواننا الأشقاء في باكستان. وكانت طائرة سعودية وصلت أول من أمس إلى إسلام أباد تحمل على متنها الكوادر الطبية التي ستقوم بتشغيل المستشفى الميداني الذي وجّه بإقامته خادم الحرمين الشريفين لعلاج ضحايا الفيضانات التي ضربت بعض المناطق الباكستانية. وقال سفير المملكة لدى باكستان في تصريح إلى «وكالة الأنباء السعودية»: «هؤلاء الرجال الذين قدموا من المملكة العربية السعودية أتوا بعزيمة منقطعة النظير يملؤهم الحماس للوقوف بجانب إخوانهم المتضررين، وسبق وصول هذه الكوادر الطبية كوادر أخرى تجاوز عددها 500 شخص يمثلون عدداً من الأجهزة والقطاعات المختلفة في المملكة تعمل الآن على أرض الواقع في المناطق المتضررة لتقديم العون والمساعدة الغذائية والعلاجية للمتضررين وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين».