أجمع إعلاميون شاركوا في الندوة الإعلامية التي نظمها نادي الأحساء الأدبي مساء أول من أمس على المنافسة الواضحة بين الصحف «الورقية» و«الإلكترونية» مع وجود فوارق الاختلاف في الشكل والمضمون وتميز كل واحدة عن الأخرى، بما فيها صناعة المواد الصحافية والتفرد بالأخبار العاجلة وغيرها، إلا أن وجهة الاتفاق بين المشاركين ومداخلات الجمهور تحددت في انتصار المهنية والصدقية وبقائهما علامة مميزة يبحث عنهما القارئ مهما كان شكل الصحيفة. وشارك في الندوة رئيس تحرير صحيفة «الأحساء نيوز» الزميل سعيد الدوسري، ومدير مكتب صحيفة الجزيرة في الأحساء الزميل حسين بالحارث، والزميلات فاطمة عبدالرحمن في صحيفة اليوم، ووفاء السعد في «شبكة التوافق الإخبارية»، والكاتبة معصومة العبد الرضاء التي طرحت قراءة في تجربة موقع «مشهد الفكر الأحسائي» وأدارها الزميل جعفر عمران. وأوضح حسين بالحارث أن الصحافة الإلكترونية جاءت ضمن تطور تقنية الاتصال في العالم، ومنذ ظهور الصحافة الالكترونية في فضائنا السعودي ترددت أسئلة عدة حول مصير الصحافة الورقية ومَن يتقدم على مَن؟ ورأى بالحارث ثمة مبالغة في مثل هذا الطرح، فالتلفزيون لم يلغ الإذاعة، والانترنت لم تلغ الكتاب وبالتالي فإن «الإلكترونية» لن تلغي الورقية في المستقبل المنظور على الأقل؛ ولأنها لا تزال في نظر الكثيرين من أصحابها مجرد مواقع للتسلية والأهواء أو لخدمة مصالح شخصية ضيقة، فكيف لها أن تقارع الصحافة الورقية، مضيفاً أن من أسباب ضعف «الإلكترونية» هي محاكاتها ل«الورقية». وأشار سعيد الدوسري إلى أن الصحافة الإلكترونية «مثلها مثل أي مجال آخر تأثرت بالثورة التكنولوجية التي ألبستها ثوباً جديداً في عالم الإعلام الجديد، وكثير منها حقق إنجازات صحافية ومهنية مشهودة، واستطاعت أن تصنع لها مواد صحافية مميزة وسبق صحافي منذ صدورها على شبكة الإنترنت»، رافضاً فكرة «أن تتغذى الصحافة الإلكترونية على الورقية وهي التي تنشر كل المستجدات وأحداث الساعة على مدار اليوم». وفي مداخلتها أوضحت فاطمة عبدالرحمن أن الصحافة الإلكترونية «فرضت نفسها على الواقع الإعلامي السعودي وأتاحت فرصة كبيرة لظهور أسماء جديدة من الصحافيين والصحافيات والتعرف على الكثير من الأنشطة والفعاليات في مختلف المدن والقرى». فيما أشارت الزميلة وفاء السعد إلى ان عملها في الصحافة الإلكترونية أتاح لها كيف تكتب المواد الصحافية واستثمار المناسبات المختلفة في المجتمع، والكتابة عنها بما يخدم المناسبة حتى أثناء السفر خارج البلاد للتغطية، وجعلتها تحور الأحداث إلى مواد صحافية وتنظر إليها كما ينظر الفنان إلى القطعة الفنية. ولفتت الكاتبة معصومة العبد الرضاء في ورقتها إلى أننا نعيش اليوم عصر العولمة وعصر الانفجار المعلوماتي على كل مستوياته وتنوعاته، واستعرضت في كلمتها تجربة موقع «مشهد الفكر الأحسائي» الذي أسسه المهندس عبدالله الشايب مشيرة إلى أنه يهدف إلى التعبير عن حال المشهد الحقيقي للأحساء بكل أطيافها الثقافية والفكرية.