أوضح رئيس الهيئة الألمانية لقسم الخليج العربي كارستن فالبينر أن صعوبة الدراسة في ألمانيا تعود إلى تطبيق عملية بولونيا، لتوحيد أنظمة الدراسة الجامعية الأوروبية، بإدخال نظام البكالوريوس والماستر، اللذي لم يكن له وجود من قبل في ألمانيا، ما جعل الطلاب الألمان يتظاهرون ويحتجون على تطبيق هذا النظام، مطالبين بعودة النظام القديم، الذي يعتمد على الدراسة لفترة أطول، من دون ضغط زمني، وبمزيد من الحرية للطالب لاختيار الفصول التي يريد دراستها، متوقعاً استمرارها لسنوات عدة. وأضاف أن الجامعات الألمانية تحتل القمة في بعض التخصصات مثل الهندسة، والجامعات التطبيقية استطاعت أن تربط بين المناهج النظرية والتدريب العملي، ويستمر طوال فترة الدراسة، ما يجعل الخريج قادراً على الاندماج في هياكل العمل مباشرة. وعن صعوبات التحاق المبتعثين السعوديين بدراسة الطب في الخارج، قال: «على المدى المتوسط ربما يكون من الأفضل التوسّع في دراسة هذا التخصص في الجامعات السعودية، وزيادة الأماكن الحالية البالغة 2500 مقعد دراسي فقط، بشرط عدم التنازل عن المستوى العلمي، ويمكن ضمانه من خلال التعاون مع جامعات عالمية مشهود لها بالقوة الأكاديمية، مثلما يتم حالياً في كلية البترجي وجامعة توبنغن الألمانية، وبعد ذلك يدرس التخصص الطبي في الجامعات الألمانية»، مشيراً إلى أن الهيئة الألمانية تسعى لعمل برنامج مع جامعة شارتيه المرموقة في برلين، لتوفير فرص التخصص للأطباء السعوديين. وذكر أن البدايات التي قدمتها جامعة الملك عبدالله باعتبارها «منارة للعلم والمعرفة» بكل ما في هذه الكلمات من معانٍ، طموحة للغاية في تحول المملكة إلى مجتمع معرفة، مشدداً على أهمية الارتباط بين الجامعة والمجتمع، واحترام مكانة الجامعة، وتقبل خريجيها، وأن تكون الجامعة قادرة على التوفيق بين مناهجها الأكاديمية وحاجة سوق العمل. ونبّه فالبينر من جديد إلى خطر التعجل في انتظار النتائج الإيجابية، بقوله: «لم يتمكن بعض المبتعثين من تحقيق الآمال المعقودة عليهم، من الطبيعي ألا تكلل بعض الخطط بالتوفيق، وإدراك هذه الحقيقة يقي من الشعور بخيبة الأمل، عند حدوث ذلك». يذكر أن فالبينر درس علوم اللغة العربية، متأثراً في شبابه بأديب ألماني اسمه كارل ماي، كان يكتب عن الشرق بطريقة شيقة، ووالده يعمل أستاذاً جامعياً، يشرف على طلاب من سورية، فعمل في المعهد الألماني للأبحاث الشرقية في بيروت ست سنوات، ثم عمل مسؤولاً عن الشرق الأدنى والأوسط في مؤسسة تقدم المنح الدراسية للطلاب من العالم أجمع، لمدة سبع سنوات، ثم انتقل قبل عامين إلى التبادل العلمي، ليكون أول رئيس له بعدما أنشأته الهيئة الألمانية.