صرحت الأممالمتحدة أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة في العالم أكثر بكثير من أولئك الذين يعانون من نقص الوزن، إذ تشهد نسب السمنة المفرطة لدى الأطفال والمراهقين نمواً متزايداً في الآونة الأخيرة وخاصة في الدول النامية. وقفزت نسب السمنة المفرطة في العالم إلى أكثر من الضعف منذ عام 1980، وماتزال تشهد تزايداً ملحوظاً وبخاصة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل. وفي عام 2014 كشفت إحصائية أن أكثر من 1.9 بليون من البالغين يعانون من السمنة، وهذا ما يعادل 13 في المئة من سكان العالم. وكشفت الإحصائية أن أكثر من 41 مليون طفل دون الخامسة من العمر، يعيش أكثر من نصفهم في آسيا، كان يعاني من السمنة المفرطة. وفي إفريقيا، تضاعف رقم الأطفال الذين يعانون من زيادة في الوزن أو السمنة إلى 10.6 مليون طفل في 2014 من 5.4 مليون في 1990، بحسب صحيفة "تريبيون". ويعاني الأطفال البدناء صعوبة في التنفس، وارتفاعاً في ضغط الدم، وزيادة خطر الإصابة بالكسور، بالإضافة إلى ظهور العلامات المبكرة لإصابتهم بأمراض القلب والشرايين. وأصدر باحثون من اتحاد السمنة العالمية في المملكة المتحدة بيانات تظهر أن الأوضاع المسببة للسمنة سترتفع بين الأطفال مع الوقت. وبحلول عام 2025 سيعاني 12 مليون طفل من ضعف تحمل الغلوكوز، وأربعة ملايين طفل سيعانون من داء السكري (النوع 2)، بينما سيتعرض 27 مليون طفل لارتفاع في ضغط الدم، و38 مليون لتراكم الدهون على الكبد. ويقدر الباحثون أنه بحلول عام 2025 سيعاني مايقارب ال268 مليون من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الخمسة أعوام وال17 من زيادة في الوزن، وسيعاني 91 مليون منهم من السمنة المفرطة. وتمتد ظاهرة البدانة لتصل إلى الصين، حيث أظهرت الدراسة أن أكثر من 48.5 مليون طفل في الصين سيعاني من الوزن الزائد بحلول 2025، وهو ما يزيد عن عدد سكان إسبانيا. ويأتي هذا بالمقارنة مع 17.3 مليون طفل يعاني من البدانة في الهند بحلول العام ذاته، و16.7 مليون في الولاياتالمتحدة الأميركية. واستندت الدراسة إلى معطيات مشروع "العبء العالمي للمرض" لعامي 2000 و2013 الذي أجرته منظمة الصحة العالمية لقياس آثار المشكلات الصحية المختلفة. ومحلياً، تحتل مصر، الشهيرة بطبق الكشري، المرتبة السابعة عالمياً لأعلى معدلات السمنة عند الأطفال في العالم، إذ أن ما يقارب ال32 في المئة من أطفال مصر يعانون من زيادة في الوزن، بحسب صحيفة "ذا غارديان". ويتجه المصريون الأقل حظاً إلى وجبات مكونة من الرز والبطاطس لإشباع جوعهم في نهاية اليوم، أما الطبقة الثرية فيفضلون السبل الأكثر رفاهية في الشرق الأوسط، وهي الوجبات السريعة. وأظهر استطلاع أجرته منظمة الصحة العالمية أن 62.2 في المئة من البالغين في مصر يعانون زيادة في الوزن، 31.3 في المئة منهم يعانون سمنة مفرطة، وذلك في عامي 2011 و2012. وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن معدلات انتشار السمنة في دول مجلس التعاون الخليجي تُعد من الأعلى على مستوى العالم، حيث تبلغ نسبة السمنة في المملكة العربية السعودية 28.7 في المئة، وتبلغ نسبة زيادة الوزن 30.7 في المئة في الفئة العمرية من 15 فما فوق من الرجال والنساء حسب نتائج المسح الوطني للمعلومات الصحية عام 2013م. كما تبلغ نسبة السمنة لدى الأطفال في عمر المدرسة 9.3 في المئة، وستة في المئة لدى الأطفال في الفئة العمرية ما قبل عمر المدرسة. واستحدثت وزارة الصحة السعودية برنامج مكافحة السمنة نظراً لارتفاع نسبها، و ولارتباطها بعديد من الأمراض غير السارية مثل: مرض السكري، القلب، الضغط، التهاب المفاصل، أمراض السرطان وغيرها.