بيشاور (باكستان) - أ ف ب - قتل 55 شخصاً بينهم ناشطون اسلاميون ومدنيون في غارة جوية نفذها الجيش الباكستاني على مخبأ مزعوم لانتحاريين في منطقة معبر خيبر الحدودي مع افغانستان (شمال غرب) ليل الثلثاء الاربعاء. وكشف مسؤولون امنيون ان طائرتين حربيتين اغارتا على ناشطين اعدوا هجوماً انتحارياً وشيكاً في بيشاور، كبرى مدن اقليم خيبر باختونخوا قبل حلول عيد الفطر السعيد، ودمرتا قواعدهم في وادي تيراه الخارجة عن سيطرة السلطات، والتي تضم مركزاً للتدريب ومحطة اذاعية على الموجة القصيرة غير مرخصة، مشيرين الى ان المتمردين استخدموا مدنيين وعائلاتهم دروعاً بشرية، «ما يعزز احتمال سقوط بعضهم، لكننا لا نعرف عددهم حتى الآن». وكان قائد الجيش الباكستاني الجنرال اشفق كياني اعتذر في مبادرة نادرة عن مقتل حوالى ستين مدنياً في عملية عسكرية نفذت في وادي تيراه في نيسان (ابريل) الماضي، وامر بتجنب حوادث مماثلة في المستقبل. ولاحقاً، صرح مسؤول امني بأن الناشطين ينتمون الى جماعة «عسكر الاسلام»، وبينهم مقاتلون فروا العام الماضي خلال هجوم شنه الجيش الباكستاني على اقليم وادي سوات القبلي (شمال غرب). وترتبط جماعة «عسكر الاسلام» بحركة «طالبان باكستان»، وتسببت باضطرابات في منطقة خيبر بينها هجمات على آليات لنقل مؤن وامدادات تابعة للحلف الاطلسي (ناتو) التي تقابل «طالبان» في افغانستان. وتستهدف «طالبان» مدينة بيشاور في شكل اكبر، فيما تشن باكستان منذ سنتين عمليات على منطقة خيبر لطرد المتمردين منها، قبل ان تتوقف الشهر الماضي بسبب الفيضانات التي دمرت الجسور وعزلت المنطقة. كذلك، تشن القوات الاميركية المنتشرة في افغانستان باستخدام طائرات من دون طيار غارات جوية على «طالبان» ومتمردين اسلاميين يتعاونون مع «القاعدة» في منطقة القبائل الباكستانية، حيث قتل حوالى الف شخص في اكثر من مئة غارة بينهم قادة لحركة التمرد. ويغذي هذه العمليات الشعور بالكراهية تجاه الاميركيين في باكستان. على صعيد آخر، اعلن الجيش الباكستاني إنه ألغى محادثات مع مسؤولين في الجيش الأميركي، بعد اخضاع وفد عسكري ارسل إلى واشنطن لفحص أمني في مطار واشنطن. وقال الجيش الباكستاني في بيان إن «الإدارة الأميركية لأمن النقل أخضعت الوفد لتفتيش أمني لا مبرر له في مطار واشنطن، خصوصاً انه توجه الى الولاياتالمتحدة بناء على دعوة تلقاها من القيادة الاميركية الوسطى في الجيش الأميركي التي تشرف على العمليات العسكرية في العراق وأفغانستان». لكن لا يخفى ان المطارات الأميركية تخضع لاجراءات امنية مشددة منذ هجمات 11 ايلول (سبتمبر) 2001، ويشكو عشرات الركاب من تفتيشهم تفتيشاً دقيقاً لمجرد أن هيئتهم توحي بأنهم من الشرق الأوسط أو أنهم مسلمون. وفي النهاية سمح للوفد الباكستاني بالدخول، وأسف مسؤولو الدفاع الأميركيون لما حدث. لكن السلطات العسكرية في باكستان قررت نتيجة هذا التفتيش إلغاء الزيارة واستدعت الوفد». واعلن ناطق باسم السفارة الأميركية في اسلام آباد ان محادثات تجري لتحديد موعد جديد للزيارة، علماً ان صحيفة «دون» الباكستانية افادت بأن مسؤولي الأمن الأميركيين احتجزوا ضابطاً في الجيش الباكستاني برتبة عميد كان عضواً في الوفد المكون من ثمانية أفراد في مطار دالاس الدولي بعدما شكا أحد الركاب من أنه لا يشعر بالأمان مع وجود هذا الوفد. وفي آذار (مارس) الماضي، ألغى وفد برلماني باكستاني زيارة لمدة أسبوعين رتبتها وزارة الخارجية الأميركية بعد مطالبة أعضائه بالخضوع لمزيد من الفحص في مطار واشنطن لدى توجههم إلى نيو أورليانز.