منذ وعينا على الواقع والشأن الرياضي وفئة ما فتأت تردد أسطوانة قديمة، ولكنها تجددت مع الأجيال التي تتوالى وتستلم الراية تباعاً إلى (سي دي)، لكن المضمون بقي ثابتاً لم يتغيّر يقول إن الإعلام الهلالي هو الأقوى والأعلى صوتاً، وإنه يلوي عنق الحقيقة في كل أمر يخص الهلال الكيان أو لاعبيه مقارنة بغيرهم. في ما سبق كانت الصحف متنفسهم الوحيد، وحالياً أضافوا لها الفضاء، فاجتمع المقروء مع المرئي في اللعب على وتر حساس لدى الجمهور، الذي بالتأكيد لم تعد تنطلي عليه حقائق كبرى يراها بعينه، ولا يمكن حجبها بغربال التعصب أو الكراهية. هل قدم الإعلام على مر الزمان للهلال بطولة واحدة ودوّنت باسمه في السجلات؟ أم أن بطولاته السنوية وفي كل الألعاب هي من تقدم الدعوات المجانية لكل وسائل الإعلام بشتى صورها، وتستدعيها لملء صفحاتها بالمميز والحصري من الأخبار والمقابلات ومقالات المديح والثناء لناد لا تشرق الشمس إلا من أفقه؟ وهل يقارن من فرض نفسه بإنجازاته بمن يتعلق بقشة الإعلام قسراً، ليبقى في الصورة بعد أن عجز عن التواجد في منصات الذهب. مرة تراه يكتب معاناته في صحيفة بحروف منمقة وديباجة مطرزة، فيما هي فارغة من الحقيقة، وإن لم تجد صدى أو علق القراء عليها عكس ما يتوقع وجدته في الفضائيات يتباكى على حال الإعلام المختطف من الهلاليين. من الممكن وصف بعض الصحف بالزرقاء، فيما بقية الأوراق في عشر أخر مليئة بكل ألوان الطيف الرياضي، إلا أن يكون الهلال أحدها، وبقية باقية على الحياد مع الكل، وهذا يعني وبصراحة كذب مقولة إعلام أزرق في مقابل تيار جارف ممن امتهن ذكر الهلال ولاعبيه بمناسبة ومن دون، فلا يكتب مقالاً ولا يشاهد برنامجاً من دون أن يقال هلال. الهلال موجود بحجته وبرهانه الساطع عبر التواريخ والأرقام وصدقيته في نقل الحقيقة، وهناك الكثيرون تزعجهم الحقيقة، فيتوارون خجلاً، أو يكذبون عياناً بياناً. أما الفضاء فمن المستحيل ألا تراهم في كل برنامج ضيوفاً أو متداخلين. وعلى رغم ذلك نقرأ لأحدهم استجداء فاضحاً للمشرف على القناة السعودية أن يسمح لهم بالتواجد على رغم أن ضجيجهم الذي ملأ الفضاء. يتبع ذلك اعتراف أحد ضيوف برنامج خط الستة المتأخر جداً عن غاية البرنامج وهدفه ومساره، ما يكشف الوجه الآخر لكيفية استغلال ميول المتعصبين من أبناء الوطن الواحد في الإساءة له، وتعمد التقليل من إنجازات أحد أنديته وهو الهلال، ومع ذلك يشتكون، فإن كانوا يعلمون الغاية فتلك مصيبة. وإن لم يكن فالمصيبة أعظم، لأنهم واصلوا الحضور والمشاركة والإساءة حتى النهاية، وأخرجوا كل ما لا يستطيعون قوله هنا بمقابل يبدو أنه مجز، لأن الهلال يستاهل. [email protected]