يلاحظ من يرغب بتغطية الاستعدادت الجارية لاستضافة فعاليات الدورة السابعة للأولمبياد الرياضي الخاص بالمعوقين ذهنياً والذي تستضيفه سورية بين 25 ايلول (سبتمبر) الجاري و4 تشرين الاول (اكتوبر) المقبل، بالحماسة لدى كل الأفراد المساهمين في تنظيم الاولمبياد، من جمعيات أهلية ومتطوعين، والسبب هو بحسب المنظمين «الرغبة في تغيير الصورة النمطية عن المعاق من نظرة الشفقة الى الاحترام». وبدا شعار الدورة «مع بعض كل شي بيصير» الذي اختير من المعوقين وذويهم، واقعاً ملموساً. فالتدريبات على قدم وساق وكذلك التحضيرات التي يشارك فيها 800 متطوع، وما زال أكثر من 600 طلب قيد الدراسة لدى اللجنة المنظمة. ويقول أحد القائمين على التنظيم: «الهدف ليس الربح او الخسارة فالكل رابح والكل متوج في هذا الاولمبياد». لا يبدو ذلك جديداً، فقبل سنوات قليلة بدأ الاهتمام بالمعوقين الذين يبلغ متوسط نسبتهم وفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية 10 في المئة من عدد السكان في أي دولة في العالم، برعاية من عقيلة الرئيس السوري، السيدة أسماء بشار الأسد. ووضعت الخطة الوطنية للإعاقة التي تهدف الى دمج المعوقين في عملية التنمية وتحويلهم الى أناس منتجين من طريق حملات التوعية المجتمعية وإنشاء وتشغيل مراكز للتأهيل المهني وتطوير التشريعات ودراسة واقع الإعاقة وإنشاء سجل وطني لها وبناء القدرات البشرية. وكان من بين توصيات هذه اللجنة حضّ الدراما على تقديم أعمال تلقي الضوء على مشاكل المعوقين. وهذا ما تحقق هذا العام بمسلسلين هما «قيود الروح» و «ما وراء الشمس» اللذين حققا مشاهدة جماهيرية واسعة واستطاعا ان يدعما جهود الحكومة في تسليط الضوء على مشكلة الإعاقة، كما قالت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ديالا حج عارف. وسيكون مدهشاً للرياضيين والضيوف المشاركين في هذه الأولمبياد استقبالهم من قبل افراد معوقين يشاركون للمرة الأولى في عملية تنظيم هذه الاحتفالية بدءاً من الاستقبال في مطار دمشق الدولي الى توزعهم في الفنادق ومرافقتهم الى صالات الألعاب والحفلات المسائية. واللافت في الاولمبياد الذي ترعاه السيدة الأسد ويتنافس فيه 1600 معوق من 23 بلداً عربياً مع ايران، تركيزه على ثلاثة برامج في شكل متوازٍ، الاول اجتماعي يضم برامج لدعم الأسر التي لديها إعاقات وإعداد القادة وبرنامج لصغار السن وآخر للمتطوعين والشباب، والثاني صحي يتناول كل المسائل الصحية، والثالث علمي حول الإعاقات واسبابها والوقاية منها. ويتنافس اللاعبون في 15 رياضة، وتشارك سورية الدولة المنظمة في كل الرياضات ببعثة قوامها 596 لاعباً ينافسون على 15 لعبة. وتشهد البطولة أكبر مشاركة نسائية في تاريخ الدورات الإقليمية اذ تشكل اللاعبات 40 في المئة. ورصد موازنة للحدث قدرها ستة ملايين دولار اميركي. وقال احد المنظمين أنور عبدالحي إن الأولمبياد الخاص «يشكل رسالة مهمة لتوعية المجتمع حول قضايا الإعاقة وإعطاء فئة المعوقين ما تستحقه من اهتمام وتوسيع مشاركة المجتمع الأهلي في دعم المعوقين ومساندتهم في الاندماج الحقيقي». وكان الرئيس الإقليمي للأولمبياد أيمن عبدالوهاب نوه بالجهود السورية للاستضافة، مشيراً الى ان «الاهتمام الرسمي والشعبي في سورية تعانقا من أجل أن تقدم للعالم رسالة إنسانية وصورة صادقة وحقيقية عن اهتمامها بأبناء تلك الفئة».