سائق ال «تاكسي» الخبير في الشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والذي يعتبره البعض السمة العامة لكل مجتمع هو بطل برنامج «تاكسي البلد» الذي يعرض على شاشة تلفزيون فلسطين ضمن سلسلة البرامج الرمضانية لهذا العام. ويصور البرنامج مع أكثر من ثلاثين من سائقي السيارات العمومية (التاكسي) المعروفين باسم «قباطنة الأصفر»، في مختلف محافظات الضفة الغربية، حيث يرصد في عشر دقائق، هي مدة عرض البرنامج، المشاكل اليومية التي يواجهها السائقون، وكثرة القوانين والقواعد والمخالفات التي يرى أنها تحد من عمله ولقمة عيشه، هذا بالإضافة إلى النظرة النمطية الدونية التي يتعرض لها، والمعاملة السيئة التي يواجهها من قبل أفراد المجتمع المحلي. يتحدث سائق التاكسي بكل ما يجول بخاطره في شكل عفوي وتلقائي ودون أن يوجه إليه أي سؤال، المهم أن «يفضفض»، فهو يعاني الكثير طوال النهار، وهذا ما أراده إيهاب الجريري معد ومقدم البرنامج الذي يقول: سائقي السيارات العمومية شريحة مهملة في المجتمع لم تأخذ حقها في الإعلام .. كثيرون تحدثوا عن معاناة سائقي «التاكسي»، ومشاكلهم اليومية في برامج متفرقة، لكني فضلت أن يتحدث السائق بنفسه ف «أهل مكة أدرى بشعابها»... هم من يعاني وليس نحن. ويضيف: بعد نجاح برنامج «تاكسي» على راديو «راية أف أم»، وهي إذاعة محلية في رام الله، تم الاتفاق مع تلفزيون فلسطين على تحويل البرنامج من إذاعي إلى برنامج تلفزيوني .. حالياً يدور الاتفاق على تحويل برنامج تاكسي البلد إلى فيلم وثائقي كوميدي يرصد حركات وملامح وردات فعل «سائقي التكاسي»، حيث أنه تم تصوير الكثير من الحلقات ولفترات أطول من مدة الحلقة التي تبث على تلفزيون فلسطين، وعدد منها لم يعرض. ويؤكد الجريري أن إعداد برنامج تلفزيوني مصور أصعب بكثير من أن يكون برنامجاً إذاعياً، حيث أننا واجهنا صعوبات عدة من بينها اختلاف زوايا الإضاءة، كما أن التصوير مع سائق التاكسي، الذي لم يعتد الحديث عن مشاكله وهمومه أمام الكاميرا وعلى الملأ لم يكن سهلاً... كان ذلك «عملية صعبة». وعن مدى إمكانية حل مشاكل السائقين التي تم طرحها عبر الحلقات اليومية من «تاكسي البلد» السائقون أنفسهم، يقول الجريري: نحن في برنامج «تاكسي البلد» لا نبحث عن حلول فالحل ليس من اختصاصي أو اختصاص التلفزيون وإنما نحن نسلط الضوء على هذه الفئة من الناس وعلى معاناتهم ومشاكلهم... الموضوع معقد ومتشابك حيث أنه لا يتم إصدار قوانين مشتركة بين دائرة السير والشرطة والبلديات وغيرهم من الجهات المسؤولة، فالشرطة تصدر قوانين والبلديات تمنع تطبيقها مثل منع السيارات من التوقف داخل السوق... القانون يفرض على السائق الكثير من الالتزامات دون إن يهيأ له أو يوفر له كل احتياجاته الأساسية التي قد تساهم في حفظ حقوقه كمواطن، مقابل أنه يتوجب عليه الالتزام بكل الالتزامات المفروضة عليه، فعلى سبيل المثال البلديات تفرض علية دفع أجرة الموقف بدلاً من محاولة توفير موقف مجاني للسائقين، هذا فضلاً عن عدد السيارات العمومية الذي زاد في شكل واضح في الفترة الأخيرة مما رفع من روح المنافسة على صعيد عمل السائق وباتت لقمة العيش تخلق صراعاً على الصعيد المهني بدوره ينعكس على كل الأصعدة. ويضيف الجريري: البرنامج سينتهي بانتهاء رمضان لهذا العام، فلن يكون منه أجزاء أخرى، فقد تم تسليط الضوء على ما يخص السائقين في شكل كاف، ومن كل النواحي... أخذنا عينات من السائقين في كل المحافظات الفلسطينية، واطلعنا المشاهد على حياتهم اليومية، كما كان البرنامج بمثابة مساحة رحبة ليتحدثوا عن مشاكلهم وحكاياتهم ومواقف خاصة حدثت معهم أثناء عملهم منها المضحك ومنها المحزن... ويرى الجريري أن العمل المهم الآن هو محاولة تسليط الضوء على فئة أخرى من فئات المجتمع المهمشة، وهو ما يعمل لدرسه هذه الفترة.