يتحوّل الكاتب والإعلامي محمد صادق دياب خلال شهر رمضان إلى كائن ليلي يبحث عن الضياء بإلحاح في ممارسته لطقوس من القراءة لم تتبدل وحرص على الالتقاء بأصدقاء يعيدونه إلى سنيه الأولى، خصوصاً مع حيرته الدرامية في ظل الوجود الكثيف لمسلسلاتها. في ما يأتي نص الحوار: ماذا يعني لك شهر رمضان؟ - تكثيف البحث عن الضياء. هل من تغيير يصاحبه في جدول أعمالك؟ - أتحول إلى كائن ليلي 100 في المئة. هل تتقلص ساعات القراءة أم تزيد؟ وفيم تقرأ عادة في هذا الشهر؟ - ليس ثمة تغيير في وقت القراءة، ولا في مواضيعها. ما أهم الكتب التي قرأتها خلال هذا الشهر؟ - «طفيليات العقل» لكولن ولسون، و«نيكولا ساركوزي... الجمهورية، الأديان، الرجاء». هل يرتبط رمضان لديك بموقف معين؟ - بالطفولة قبل أن أكبر ويكبر رمضان. هل تحرص على الالتقاء بأصدقاء معينين في رمضان؟ - أصدقاء الطفولة والصبا. تعرض الفضائيات مسلسلات تاريخية ودراما أدبية عن شخصيات مهمة، هل تتابع مثل هذه المسلسلات؟ وهل لديك ملاحظات عليها؟ - للأسف كثرة المسلسلات جعلتني أتوه في اختياراتي. ما رأيك في توجه بعض الفنانين لغناء بعض الابتهالات الدينية؟ وهل تستمع لمثل هذه الأناشيد؟ - توجه رائع، وما فعله محمد عبده هذا العام يستحق الإشادة. هل تحرص على تناول أو توافر صنف معين من الأكل أو الشراب في رمضان؟ - المهم أن تكون في مائدة السحور أسماك وعلى الإفطار فول، وما نقص بعد ذلك أو زاد لا أهمية له. في رأيك لماذا يكرس غالبية المثقفين قراءاتهم في هذا الشهر في التراث أو كتب الدين، والابتعاد عن الكتب ذات الطبيعة الإشكالية التي تسائل الكثير من المسلمات، ألا يمكن أن يعد ذلك تناقضاً وتشويشاً للرؤية الجديدة أو المتنورة التي يدعيها بعض المثقفين؟ - لست على ثقة بأن غالبية المثقفين يغيرون عاداتهم القرائية في رمضان. هناك من يردد أن المثقفين السعوديين يكونون طوال العام شياطين، حتى إذا جاء رمضان تحولوا إلى ملائكة، ما تعليقك؟ - قول تعذر علي هضمه. هل من فارق تلاحظه على رمضان في السنوات الأخيرة مقارنة بالماضي؟ - غياب الكثير من مظاهره التراثية الجميلة المرتبطة بهذا الشهر بعد أن كان لكل مدينة وقرية تراثها، ففي جدة كمثال كان لدينا المسحراتي الذي يجوب بطبله الأحياء فيوقظ النيام بصوته العذب، وهو يقف أمام كل بيت مردداً اسم ساكنه مقروناً بعبارة «مساك الله بالرضا والنعيم»، ومن هذه المظاهر تحول الأسواق إلى مهرجانات فرح بنداءات الباعة ونوعيات السلع الخاصة بهذا الشهر. ماذا تتذكر عن أول صوم لك؟ - أذكر أنه كان من «وراء الزير».