بكين – أ ب، رويترز، أ ف ب – أكدت وسائل الإعلام الصينية والكورية الشمالية امس، ان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل التقى الرئيس الصيني هو جينتاو خلال زيارته السرية للبلاد. واذ لم تُشرْ وسائل الإعلام الى نجل كيم الذي أفادت معلومات بأنه يرافق والده، رأى الأخير «مهمة تاريخية» في «تسليم الجيل الصاعد عصا الصداقة التقليدية» بين البلدين. وبعد ايام من التكهنات الاعلامية بوجود كيم ونجله في الصين، أكدت ذلك في شكل متزامن، وكالتا انباء الصين الجديدة (شينخوا) والرسمية الكورية الشمالية. ويوحي الاعلان عن الزيارة رسمياً، بانتهائها، اذ اعتاد البلدان الامتناع عن الاقرار بوجود كيم في الصين، إلا بعد عودته الى بيونغيانغ. وبث التلفزيون الصيني في نشرته الرئيسة مساءً، صوراً لكيم معانقاً هو جينتاو خلال لقائهما الجمعة الماضي في مدينة شانغشون شمال شرقي الصين. في الوقت ذاته، بثت وسائل الاعلام الكورية الشمالية تقريراً يؤكد الزيارة، كما نشرت خطاباً ألقاه كيم أمام هو جينتاو. لكن وسائل الاعلام الصينية والكورية الشمالية لم تُشرْ الى كيم جونغ أون، النجل الاصغر لكيم والمرشح لخلافته. وكانت تقارير إعلامية رجحت ان يكون كيم اصطحب نجله معه، لنيل «مباركة» القيادة الصينية على توريثه الحكم، قبل اجتماع نادر يعقده حزب العمال الشيوعي الحاكم في بيونغيانغ الشهر المقبل، يُعيّن خلاله كيم جونغ أون في منصب قيادي. لكن كيم اشار في خطابه الى عملية انتقال السلطة في بيونغيانغ، اذ نقلت وكالة الانباء الكورية الشمالية عنه قوله: «مع استمرار تعقيد الوضع الدولي، تتمثل مهمتنا التاريخية في أن نسلّم الجيل الصاعد عصا الصداقة التقليدية، والتي مرّرها الاجداد الثوريون للبلدين، بوصفها مصدر قوة ثميناً يجب الاستمرار بها عبر الأجيال». واعتبر ذلك «مسألة مهمة للدفاع عن السلام والأمن في شمال شرقي آسيا والعالم». أما التلفزيون الصيني فبث ان كيم ابلغ هو جينتاو ان «كوريا الشمالية لم تغيّر دعمها لنزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، ولا تريد توتراً في شبه الجزيرة». وأعرب عن «أمله في الإبقاء على اتصال وتنسيق وثيقين بالصين، لتشجيع استئناف المفاوضات السداسية قريباً، وتخفيف حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية». والمحادثات السداسية حول البرنامج النووي لبيونغ`يانغ، ترأسه الصين بمشاركة الكوريتين والولايات المتحدةواليابان وروسيا. أما هو جينتاو فشدد على ان الحفاظ على السلام والاستقرار في كوريا يشكّل «تطلع كلّ شخص»، مضيفاً ان المفاوضات السداسية يجب أن «تُستأنف في أقرب وقت ممكن». وبكين أبرز داعم لبيونغيانغ، اذ تمدّها بمساعدات اقتصادية وغذائية ونفطية. تزامن إعلان بكين وبيونغيانغ عن زيارة كيم الصين، مع إشادة وسائل الإعلام الرسمية الصينية بالعلاقات مع كوريا الشمالية. وأوردت صحيفة «غلوبال تايمز» في افتتاحية: «للحفاظ على العلاقة الحالية بين الصين وكوريا الشمالية واستقرارها، أهمية قصوى بالنسبة الى الصين». ودعت «شينخوا» الى «تذكّر الذين ضحّوا بحياتهم من أجل أواصر الصداقة بين الصين وكوريا الشمالية، جيلاً بعد جيل، خصوصاً خلال الأوضاع الإقليمية المتغيّرة والمعقدة». في الوقت ذاته، أبلغت السلطات الصينية ديبلوماسيين من اليابان وروسيا وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة، بزيارة كيم، لكنها لم تذكر شيئاً عن نجله.