طالب «الائتلاف الوطني السوري» المعارض الأممالمتحدة بإجراء «تحقيق سريع» في المستجدات المتعلقة باستخدام الغازات السامة ضد المدنيين في سورية، داعياً مجلس الأمن إلى «وضع حد للتجاوزات» التي يمارسها نظام الرئيس بشار الأسد وخرقه التعهدات والتفاهمات التي أبرمها. وكانت المعارضة اتهمت قوات النظام باستخدام غازات سامة في حرستا شرق دمشق وكفزيتا في ريف حماة في وسط البلاد. وقال «الائتلاف» في بيان: «في ظل غياب أي رادع يحول بينه وبين استخدام أسلحة محرمة دولياً، جدّد نظام الأسد في شكل عشوائي استهداف المدنيين بالغازات السامة. اذ لم تمض سوى ساعات قليلة على جريمته الأولى التي استهدفت المدنيين في مدينة حرستا في ريف دمشق، حتى كرر جريمته باستهداف بلدة كفرزيتا شمال حماة، مخلفاً عشرات المصابين بحالات اختناق وتسمم بينهم أطفال في تحد جديد للعالم بأسره ولعهوده وتفاهماته». وتابع التكتل المعارض ان النظام «حصل مرة أخرى على الضوء الأخضر بفضل الصمت الدولي، وهو ما حذر منه الائتلاف حين أكد أن عمليات النظام وجرائمه ستتصاعد باستخدام هذه الأسلحة ما لم يتم لجمه وإجباره على وقف إجرامه بحق الشعب السوري، وهو بالضبط ما يكشفه سلوك النظام خلال مناسبات مشابهة سابقة لم يتوقف فيها عن استخدام الأسلحة الكيماوية إلا تحت التهديد الجاد رغم أنه جاء متأخراً جداً». من جهته، جدد الامين العام ل «الائتلاف» بدر جاموس مطالبة المجتمع الدولي ب «إجراء تحقيق شامل ومحاسبة نظام الأسد حول استخدامه للغازات السامة ضد المدنيين العزل في حرستا بريف دمشق، والتي أدت إلى وقوع حالات اختناق عديدة بعضها حرجة». وقال الأمين العام في بيان: « لم يكتف نظام الأسد بخرق مواعيد تسليم أسلحته الكيماوية بل نراه يكرر استخدام الغازات السامة تحت سمع وبصر العالم، وهذه ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها لاستخدام الغازات السامة في الغوطة الشرقية، فبعد إجباره على القبول بتسليم ترسانته الكيماوية عقب هجمات 21 آب (اغسطس) التي راح ضحيتها أكثر من 1400 مدني، تم توثيق هجمات بالغازات السامة في كل من داريا (جتوب دمشق) وجوبر (شرق العاصمة)، وهو ما يدفعنا إلى توجيه تحذير جدي من أن النظام سيعيد استخدام هذا النوع من الأسلحة المحرمة على نطاق أوسع ما لم يتم لجمه وإجباره على وقف إجرامه بحق الشعب السوري». وكان «المرصد السوري لحقوق الانسان» أفاد أمس ان سكان في بلدة كفرزيتا تعرضوا لحالات من التسمم والاختناق اثر القاء الطيران السوري «براميل متفجرة» على البلدة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» ان طائرات النظام «قصفت كفرزيتا ببراميل متفجرة تسببت بدخان كثيف وبروائح أدت الى حالات تسمم واختناق، نقل اصحابها على الاثر الى المشافي». ووقع هذا القصف اول من امس الجمعة. وكتبت صفحة «تنسيقية الثورة السورية في مدينة حماة- كفرزيتا» على «فايسبوك»، ان النظام قصف البلدة «بالمواد السامة «غاز الكلور»، ولدينا اكثر من 100 حالة اختناق واصبحنا نعاني من نقص كبير بالمواد الطبية». وبث ناشطون اشرطة فيديو على موقع «يوتيوب» اظهر اطفالاً وشباناً بدا عليهم الاعياء، ويعانون من السعال والاختناق. واظهر احد الاشرطة ثلاثة شبان مستلقين على اسرة في مشفى ميداني، وقد وضعت على وجوههم انابيب اوكسجين. وقال شخص بدا انه طبيب في الغرفة ان القصف بالبراميل ترك «مواد تميل الى اللون الاصفر». واضاف: «انتشرت رائحة تشبه رائحة غاز الكلور، نتج عنها اكثر من مئة مصاب بينهم اطفال وامرأة»، مشيراً الى ان هذا الغاز «يسبب تهيجاً في القصبات والطرق التنفسية العلوية والسفلية». وتحدث عن وجود «اكثر من مئة» اصابة «نتيجة التسمم بغاز الكلور». وظهر في شريط ثان اربعة اطفال ممددين على سرير، في حين يقوم شخص بتقديم اسعافات اولية الى شاب على الارض وهو شبه غائب عن الوعي. وازدحمت الغرفة الصغيرة بقرابة عشرين شخصاً، بينهم اطفال تمددوا على سريرين وهم يبكون ويسعلون. كما بدا شخص في طرف الغرفة يحاول تنشق الاوكسجين مباشرة من قارورة كبيرة، قبل ان يتمدد ارضا. في المقابل، اتهم التلفزيون السوري «تنظيم جبهة النصرة بضرب سائل الكلور السام على بلدة كفرزيتا»، قائلاً ان الهجوم ادى الى «استشهاد اثنين واصابة اكثر من 100 من اهالي البلدة بحالات اختناق». وقتل مئات الاشخاص في آب (اغسطس) الماضي اثر هجوم كيماوي على ريف دمشق. واتهمت المعارضة السورية ودول غربية نظام الرئيس بشار الاسد بتنفيذه. وكان لهذا الهجوم دور اساسي في التوصل لاحقاً الى اتفاق على ازالة الاسلحة الكيماوية السورية، رغم نفي دمشق مسؤوليتها عن الهجوم.