تمكن العمال ال33 المحتجزون في قاع منجم في تشيلي من التحدث الى عائلاتهم وتلقوا رسالة دعم من بابا الفاتيكان، قبل ساعات من بدء اعمال حفر بئر انقاذ بعمق 700 متر، ستستغرق من ثلاثة الى اربعة اشهر. وسمح لممثل وحيد عن عائلة كل عامل بالتحدث لدقيقة واحدة فقط بواسطة جهاز لاسلكي مع قريبه المحتجز منذ الخامس من آب/اغسطس اثر انزلاق للتربة في منجم للذهب والنحاس في سان خوسيه على بعد 800 كلم عن سانتياغو. وقال افراد من عائلات العمال لفرانس برس ان هذه الاحاديث مؤثرة ومحبطة في ان. واعربت جيسيكا كورتيز زوجة فيكتور زامورا عن "مشاعر مختلطة" لديها. وقالت "كانت محادثة قصيرة، جميلة، تشبه تلك التي كنا نحتاجها لنشعر بالاطمئنان". وقالت اليسيا كامبوس بعد تحدثها مع ابنها دانيال ان "صوته لا يزال نفسه. ليس بصحة جيدة، لكنه ليس بحالة سيئة ايضا". ويندرج التواصل مع العائلات في اطار الجهود المستمرة من جانب فرق الانقاذ للحفاظ على الروح المعنوية للعمال ال33 خلال عملية الانقاذ المتوقع استمرارها من ثلاثة الى اربعة اشهر. وتمكن العمال وافراد عائلاتهم في الايام الاخيرة من تبادل رسائل مكتوبة وصور فيديو، بواسطة مسابر انقاذ تقوم بعدد من التنقلات صعودا ونزولا في اليوم الواحد، ناقلة مواد غذائية ورسائل وادوية، او لقاحات كما حصل في اليومين الماضيين. وقد بلغ عدد التنقلات لهذه المسابر حتى اليوم 61. ومن المقرر ان تبدأ الاثنين اعمال حفر بئر نجاة بطول سبعمئة ومترين وقطر 66 سنتيمترا، ليصار الى اخراج العمال المحتجزين واحدا تلو الاخر. وفي جزء من المنجم بعيد عن العائلات والصحافة، تواصلت الاحد التحضيرات لنصب الحفارة الضخمة ستراتا 950 الاسترالية التصميم. وقال وزير المناجم لورانس غولبورن ان اعمال الحفر كان يجب ان تنطلق فجر الاثنين، الا ان انتظار تامين بعض التجهيزات ادى الى تاجيلها بضع ساعات الى وقت لاحق من الاثنين. واضاف للصحافيين ان "الطائرة التي تقل احدى القطع تاخر وصولها، وسنبدا باعمال الحفر غدا (الاثنين)". وتسمح الحفارة المتطورة (انتاج 2009) والبالغ وزنها 30 طنا، بالتقدم من 15 الى 20 مترا يوميا في الظروف الفضلى من دون معاكسات، بحسب الجهات المشغلة. وسينقسم عمل الحفارة الى مرحلتين، بداية مع حفر ممر من 35 سينتمترا بطول سبعمئة ومترين بخط مستقيم، ليتم بعدها توسيعه ليصل الى قطر 66 سنتيمترا. وذكر غولبورن الاحد بانه على الرغم من الخيارات البلديلة المتاحة لتوفير الوقت "لا يوجد اي تقنية متوفرة تسمح بانجاز عمليات الانقاذ خلال شهر او شهرين". وعشية البدء بالمهمة الشاقة لانجاز اعمال الحفر، وجه البابا بنديكتوس السادس عشر رسالة الى عمال المنجم، تمنى فيها ان يحافظوا على "صفائهم". ودعا البابا في الرسالة التي وجهها بالاسبانية بعد ادائه صلاة التبشير الملائكي من مقره الصيفي في كاستل غوندولفو، العمال المحتجزين الى التضرع للقديس لورينزو، شفيع عمال المناجم في تشيلي. واكد لهم على "قربه الروحي وصلواته الدائمة، ليحافظوا على صفائهم في انتظار خاتمة سعيدة لاعمال انقاذهم". كما كشف غولبورن ان العمال سيغيرون المكان الذين يحتمون فيه على عمق 700 متر تحت الارض لينتقلوا الى "منطقة اكثر جفافا" من المنجم الحلزوني الشكل، بعمق 300 متر تقريبا. الا ان هذا الانتقال لن يغير في مسار اعمال الحفر. وكشف وزير الصحة خايمي ماناليش ان عمال المنجم يخضعون حاليا الى "حملة تلقيح مكثفة" من امراض الكزاز والدفتيريا (الشاهوق) والالتهاب الرئوي والانفلونزا. ويتولى مهمة تلقيح العمال احد هؤلاء ال33 وهو جوني باريوس، بفضل مهاراته التمريضية. واضاف الوزير ان العمال بدأوا بالحلاقة وتمكنوا من تغيير ملابسهم. واشار المكتب الوطني للطوارئ الى ان العمال بداوا منذ السبت الماضي "تنشق هواء منعش وجاف بشكل متقطع" بواسطة مسلك ثالث حفره عمال الانقاذ.