أعلنت موسكو أن قوات المظلات الروسية ستشارك في تدريب عسكري «على كيفية تدمير الجماعات المسلحة في الصحراء» تستضيفه مصر. ولم تخرج من القاهرة أي تفاصيل عن هذه التدريبات، وإن قال مسؤول مصري ل «الحياة» إن «التدريب يأتي في إطار اتفاقات مع الدول المشاركة فيه، وسيتم في مسارح عدة في صحراء مصر». لكنه رفض تسمية الدول المشاركة في التدريب المقرر هذا الشهر، مشيراً إلى أن «مشاركات الدول فيه وعدد ونوعية وحدات كل دولة يتم تحديدها حالياً». وأوضح أن «التدريب هدفه زيادة قدرة القوات المشاركة فيه على رصد وتتبع وتدمير الجماعات المسلحة التي تنشط في الصحارى وتتخذ منها معسكرات تدريب ونقاط انطلاق للهجوم على القوات النظامية». وتُجري مصر غالباً تدريبات مشتركة مع الجيش الأميركي أو جيوش غربية أخرى بحكم تسليح جيشها الذي كان يعتمد إلى حد كبير على مصادر غربية قبل اتجاه الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ كان وزيراً للدفاع إلى «تنويع مصادر التسلح». ويعد التدريب مؤشراً على التعاون العسكري المتزايد بين مصر وروسيا، إذ كانت تدريبات بحرية بين جيشيّ البلدين أجريت العام الماضي. ونقلت وسائل إعلام في موسكو عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله إن «قوات المظلات الروسية ستجري تدريباً عسكرياً مشتركاً هو الأول من نوعه مع مصر، على كيفية تدمير الجماعات المسلحة في الصحراء». وأضاف: «للمرة الأولى في التاريخ ستغادر وحدة من قوات المظلات الروسية بأسلحتها الخاصة ومعداتها إلى أفريقيا للمشاركة في تدريب دولي. وفقاً للخطة سيغادر الجنود الروس إلى مصر في تشرين الأول (أكتوبر)» الجاري. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن التدريب الذي سيتابعه مراقبون من أكثر من 30 دولة يستهدف «وضع مقاربات موحدة في ما يخص التعاون والعمل المشترك لرصد تنظيمات مسلحة غير مشروعة والقضاء عليها في مناطق صحراوية». وتحاول مصر القضاء على تهديد الجماعات المسلحة في صحراء شمال سيناء والصحراء الغربية قرب الحدود الليبية، وامتدادها جنوباً. وينشط مسلحون بايعوا تنظيم «داعش» في شمال سيناء، ويشنون من فترة لأخرى هجمات يسقط فيها جنود من الجيش والشرطة، وأخيراً استهدفوا موظفين مدنيين في قطاعات خدمية في المحافظة. وقتلت قوات الجيش في آب (أغسطس) الماضي زعيم جماعة «ولاية سيناء»، الفرع المصري ل «داعش»، المُكنى «أبو دعاء الأنصاري»، لكنّ التنظيم أعلن مبايعة زعيم جديد اسماه «الشيخ أبو عبدالله» من دون إعلان هويته. إلى ذلك، تمكنت قوات حرس الحدود من إحباط محاولة تسلل عشرات الأشخاص إلى ليبيا عبر صحراء السلوم في الغرب. وأوقفت قوات حرس الحدود التابعة للجيش 102 مصريين و5 سوريين أثناء محاولتهم التسلل إلى ليبيا عبر الحدود في جنوب السلوم، فيما تمكنت قوات الشرطة من ضبط 54 مصرياً سعوا إلى التسلل إلى ليبيا عن طريق صحراء السلوم. وأحيل الموقوفون على جهات التحقيق لفحصهم لتحديد هدف هذا التسلل، وما إذا كان للعمل أم للالتحاق بالجماعات المسلحة في ليبيا. وأوقفت قوات الأمن الأسبوع الماضي أكثر من 10 أشخاص كانوا ينوون التسلل للالتحاق بجماعات مسلحة في ليبيا. وأصدرت وزارة الخارجية نشرات عدة للتحذير من سفر المصريين للعمل في ليبيا، لكن يبقى من يُقبل على السفر على رغم مخاطر الرحلة بسبب سوء الأحوال الاقتصادية في مصر. من جهة أخرى، نفت شركة «مصر للطيران» خضوع موظفين فيها للتحقيق على خلفية العثور على قنبلة في نيويورك في الولاياتالمتحدة. وقالت صحف أميركية إن ضابطي أمن في شركة «مصر للطيران» عثرا على حقيبة فيها قنبلة في نيويورك الشهر الماضي، لكنهما أخذا الحقيبة وتركا القنبلة من دون إبلاغ الشرطة. وأفيد بأن كاميرات مراقبة التقطت صوراً للموظفين المصريين، وهما يأخذان الحقيبة بعد أن أفرغاها من محتوياتها. وأكد رئيس شركة «مصر للطيران» صفوت مسلم أنه «لم يصل حتى الآن أي تعليق من السلطات الأميركية أو استدعاء لأي موظف في الشركة في شأن ما أثير عن الاشتباه بقيام اثنين من موظفي الشركة بفتح حقيبة في مانهاتن تبين بعد ذلك أنها تحتوي على قنبلة». وأوضح في بيان أن «جميع العاملين في مصر للطيران، خصوصاً المواقع الحساسة في الشركة، يخضعون لمراجعات أمنية من قبل السلطات الأمنية المصرية ومن أجهزة عدة قبل تعيينهم وبعده». ونفى استدعاء الشرطة العاملين فور وصولهما إلى القاهرة، كما نفى ورود أي طلبات أميركية في هذا الشأن. وقال: «في حال ثبوت هذا التصرف أو تورط أحد الموظفين فيه، فهو تصرف فردي ومصر للطيران غير مسؤولة عنه».