نفى مصدر قيادي رفيع في حركة «فتح» ما تردد عن ضغوط تعرضت لها القيادة الفلسطينية من الاتحاد الأوروبي للذهاب إلى المفاوضات المباشرة مع الإسرائيليين، وقال: «الأوروبيون لم يضغطوا علينا ولم يلوحوا إطلاقاً بأية تهديدات من قبيل قطع المعونات أو المرتبات التي تدفعها لموظفي السلطة». وأضاف: «الأوروبيون أبلغونا أنه لا يوجد ربط بين المعونات وبين ذهابكم إلى المحادثات المباشرة، لكنهم قالوا لنا انهم مقتنعون بضرورة اتخاذكم هذا الخيار»، في إشارة إلى الذهاب إلى المفاوضات المباشرة. وقال القيادي البارز في «فتح» ل «الحياة»: «ذاهبون إلى واشنطن ولدينا قناعة بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو لن يغير مواقفه ولا نتوقع منه الكثير، لكننا لن نخسر شيئاً لأننا لن نوقع ولن نوافق على أي شيء لا يلبي مطالبنا الوطنية ولا يستجيب حقوقنا المشروعة... لا نريد أكثر من تنفيذ قرارات الشرعية الدولية»، لافتاً إلى أن الشروط الفلسطينية تندرج تحت قرارات الشرعية الدولية التي تتمسك بها كمرجعية للمفاوضات. وعلمت «الحياة» أن فريق الوفد الفلسطيني المفاوض سيضم كلاً من مسؤول ملف المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات وأمين سر اللجنة التنفيذية ياسر عبد ربه ووزير الإشغال العامة والإسكان، عضو اللجنة المركزية محمد اشتيه والناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة وعضو اللجنة المركزية نبيل شعث ومستشار الرئيس الفلسطيني أكرم هنية. وكشفت مصادر فلسطينية موثوقة ل «الحياة» أن قرار الذهاب الى المفاوضات المباشرة تم بالإجماع بين أعضاء اللجنة المركزية لحركة «فتح»، نافية ما تردد عن وجود خلافات في هذا الصدد. ترتيبات واشنطن في غضون ذلك، رجحت مصادر مصرية مطلعة ألا يلقي كل من الرئيس محمود عباس ونتانياهو كلمات في حفلة العشاء التي ستقام في واشنطن لتدشين انطلاق المحادثات المباشرة، وذلك تجنباً لاحتواء كلمة نتانياهو على استفزازات قد تكون لها انعكاسات سلبية تسبب إفساد الأجواء. وأوضحت المصادر ل «الحياة» أن المفاوضات الفعلية ستبدأ بلقاء ثلاثي أميركي – إسرائيلي – فلسطيني في اليوم الثاني لحفلة العشاء، وستحضره من الجانب الأميركي وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، على أن تبدأ جولات المفاوضات في شكل ثنائي في المنطقة. وكشفت المصادر أن الأميركيين كانوا يريدون بدء انطلاق المفاوضات في منتجع شرم الشيخ المصري على ساحل البحر الأحمر، لكن تمسك مصر بضرورة حضور الرئيس باراك أوباما وانشغال جدول أوباما جعل المفاوضات تنطلق من واشنطن. وأبدت المصادر ارتياحها لانطلاق المحادثات الثنائية من العاصمة الأميركية لأن ذلك سيعطي زخماً للمفاوضات ودعماً لها باعتبار أميركا هي الراعي لعملية السلام وهي فقط التي يجب أن تتحمل مسؤوليتها تجاهها.