كثفت حركة «حماس» اتصالاتها ومشاوراتها مع دول عربية قبل ايام قليلة من المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية واسرائيل، وقال قيادي بارز في الحركة ل «الحياة» خلال زيارته الدوحة، ان «حماس» تركز على «عدم اعطاء غطاء وطني فلسطيني وعربي للمفاوضات»، كما تحذر من مخطط لتصفية القضية الفلسطينية، وترى أن المصالحة الفلسطينية «معطلة بفيتو» (بحق النقض) يعطي الأولوية للمفاوضات «الكارثية» بين السلطة الفلسطينية واسرائيل. وسألته «الحياة» عن المحادثات التي اجراها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مع رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل لدى استقباله مساء امس، فقال إن «الزيارة تأتي في اطار التشاور والتواصل»، مشدداً على «علاقتنا الوثيقة بالقيادة القطرية، ونحن حريصون على التشاور معها». وعن أولويات «حماس»، قال القيادي: «نركز الآن على المفاوضات المباشرة ونعتبرها، حتى في حال فشلها، كارثية، لذلك نعمل على مواجهة هذا الاستحقاق الذي يأتي لأسباب اسرائيلية وأميركية محضة، وبالتالي فإننا نركز على مواجهة هذا الاستحقاق وعدم اعطاء أي غطاء وطني (فلسطيني) للمفاوضات». وأشار القيادي الى أن من القضايا التي تحظى باهتمام «حماس» في هذه المرحلة يأتي «موضوع الضفة الغربية وتهويد القدس والجهد الأمني الذي تقوم به السلطة الفلسطينية واسرائيل، هذا وجه آخر لتصفية القضية (الفلسطينية)». وأضاف: «هناك تصفية على الارض من خلال سلوك السلطة والممارسات الاسرائيلية، والمفاوضات المباشرة تأتي للإخراج فقط». وسئل هل تُجري قيادة «حماس» اتصالات مع الدول العريبة حالياً في شأن قضية المفاوضات المباشرة، فقال: «نجري اتصالات مع الأطراف العربية، ونحذر من خطورة المفاوضات، ونؤكد ضرورة عدم اعطاء غطاء عربي للمفاوضات، فهي خطيرة ليس على الفلسطينيين وحدهم، بل على المصالح العربية أيضاً». وعن موقف «حماس» من مستجدات الأحداث في ضوء المفاوضات المباشرة ومصير المصالحة، قال إن «أي خطوة سياسية تؤدي للتفريط في الحقوق مرفوضة»، لافتاً الى أن التفاوض سيجرى في ظل اختلال ميزان القوى، وأن التفاوض أتي بالأمر الأميركي، والمفاوضات (المقبلة) لا تعبر عن واقع على الأرض ولا تسمح للمفاوض الفلسطيني بتحقيق أي انجاز». كما أكد أن «المصالحة معطلة، وعليها فيتو لأن الاولوية للمفاوضات».