يبدو أن لبنان كتب على جبينه ما يعيشه من توتر وتصعيد بل أصبحت التهدئة والركون الى الاستقرار ثقافة غير مألوفة في الطبيعة اللبنانية. البعض يقول إن الطبيعة التي حباها الله سبحانه وتعالى لهذا البلد الجميل، والثقافة السياحية والتعامل الأكثر من جيد لأبنائه مع السياح لم يعد كافياً بالنسبة الى زوار هذا البلد الرائع، فالسائح يبحث في المقام الأول عن الأمن والأمان والاستقرار والهدوء في أي بلد ينشده أو يقصده بهدف السياحة. وعلى رغم كل تلك التداعيات شهد لبنان هذا الصيف إقبالاً سياحياً منقطع النظير، إلا أن هذا لا يكفي في ظل الوضع المتصاعد للمشهد السياسي الذي ربما لا يشعر به من يزور البلد. يبقى أن أقول أيها السادة إن المحكمة الدولية عادت مرة أخرى ومن خلال سيناريو وأدوات ومفردات مختلفة تماماً في ما يتعلق بقضية اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري وبعد أن تم الزج بلاعبين جدد في هذه القضية جاؤوا من عمق الساحة المحلية الداخلية، ليضيفوا بعداً آخر في تاريخ الجاسوسية في لبنان وبعد أن أصبحت بيروت مفرخة حقيقية للعديد من الجواسيس والعملاء سواء من الداخل أو من الخارج، المهم في نهاية الأمر نزع سلاح المقاومة وتجريدها من أهم مقوماتها، وبهذه الطريقة تصبح الجبهة الجنوبية مساحة يسهل ابتلاعها من إسرائيل كما ابتلعت سابقاً كفرشوبا ومزارع شبعا. لقد أحسن السيد حسن نصرالله صنعاً من خلال حديثه المتلفز الذي ساق من خلاله الكثير من المستجدات والأدلة والقرائن التي تؤكد تورط إسرائيل بتصفية الرئيس الحريري، كذلك أشاد السيد نصرالله ببطولة الجيش اللبناني وصموده أمام العبثية الإسرائيلية وكذلك بدور الوحدة الوطنية في حماية لبنان. * رئيس تحرير صحيفة «النبأ» الإلكترونية