سعت اللجنة المنظمة لمهرجان صلالة السياحي الى الترويج الإيجابي لفعالياته خلال شهر رمضان المبارك متجنبة الحديث عن تأثيرات سلبية للموسم خلال الشهر الكريم، مع تواصل توافد آلاف الزوار يومياً على مركز بلدية ظفار الترفيهي للتمتع بأجواء خريفية، في تسمية محلية دالة في ذهنية العمانيين وزوار المحافظة من الدول الخليجية المجاورة على طقس رائع لا تتجاوز فيه الحرارة العشرين درجة مصحوبة برذاذ ممتد ساعات الليل والنهار. وتفتح بوابات المهرجان مستقبلة الزوار عصر كل يوم ممتدة حتى ما بعد منتصف الليل في حركة دؤوبة يتم خلالها تقديم فعاليات من بينها المستمر كالمعارض الدائمة للحرف التقليدية والمعرض العالمي الذي يشارك فيه عدد من الدول بمنتجاتها داخل خيام ضخمة تمتد مئات الأمتار. وهناك فعاليات حية يومية في القرية التراثية باستقطاب فرق الفنون الشعبية من داخل السلطنة وخارجها، ويتردد صدى أغنياتها في جوانب القرية ويحتشد الناس بالمئات لسماعها والتمتع برقصاتها المعروفة والتي يقدمها رجال ونساء ماهرون في تقديم التراث الموسيقي المحلي. وأكد مشرف عام دائرة المهرجان محمد الرواس على أن المهرجان ساهم في إيجاد سياحة واعدة في هذا الجزء من السلطنة بما حققه من نجاحات متتالية كانت ثمار جهود من الجهات الحكومية المختصة وشركات القطاع الخاص والمؤسسات الأهلية والأفراد حتى انه تمكن من حقيق أهدافه المنشودة خلال فترة قصيرة مقارنة مع مهرجانات عالمية أخرى. ورأى الرواس أن تنوع الفعاليات أعطى المهرجان قيمة إضافية سعت إلى إرضاء مختلف الأذواق من خلال تحديد مساحات مركز البلدية الترفيهي لتستوعب الأنشطة الثقافية والفنية والدينية والرياضية والتسوق، منوهاً بدور المسارح في تقديم فعاليات متنوعة بينها عروض للمسرح المحلي وأخرى للأمسيات الفنية بمشاركة أشهر المطربين في المنطقة كنبيل شعيل وماجد المهندس وأصيل أبوبكر ويارا. وهناك أمسيات طربية قدمها عدد من الفنانين المعروفين من داخل السلطنة وخارجها. وحظيت الفعاليات الثقافية بتنوع كبير من خلال الأسماء التي تمت دعوتها لتقديم محاضرات وندوات في سعي له رسالته لتقديم باقة متنوعة الأطياف من الأنشطة الثقافية بموازاة الترفيهية. وقال مشرف عام دائرة المهرجان أن الرسالة التي تسعى الفعاليات الى ترسيخها كل موسم هي التعريف بالبيئة والتراث والتاريخ العماني قديماً وحاضراً، مؤكداً ان المهرجان يغطي مختلف الجوانب التي تهم السائح ويوفر كل متطلباته، مشدداً على الاستفادة من تجارب المهرجانات الأخرى من أجل تقديم الأفضل لزائر صلالة والتي تعتمد على مفهوم السياحة الأسرية في موسم العطلات. وأشار الرواس إلى مراعاة خصوصية شهر رمضان الذي سيتزامن مع الأيام الأخيرة لفعاليات المهرجان بتقديم فقرات إنشادية خاصة وحفلات تقدمها فرقة طيور الجنة، بالإضافة الى المسابقات والمحاضرات الدينية الأخرى التي ستقام في مركز البلدية الترفيهي ومسرح المديرية العامة للتراث والثقافة. ونوّه الرواس بما وفره المهرجان من فرص عمل للعمانيين تجاوزت هذا العام 1700 وظيفة، الى جانب منح مساحة كبيرة من فعالياته للتعريف بالحرف والصناعات والمشغولات العمانية حتى يحقق الفائدة المرجوة منه ويساهم في زيادة دخل كثير من الأسر التي تجد في المهرجان فرصة لتسويق منتجاتها ومشغولاتها على اختلاف أنواعها. وأضاف أن الفعاليات الفنية أتاحت أيضاً الفرصة أمام المواهب العمانية وقدراتها في الإبداع الفني أو المسرحي، كما قدم المهرجان الدعم للجمعيات الأهلية ومن بينها الجمعيات التطوعية التي تعمل في التثقيف الصحي والتعريف بالسلوكيات الخاطئة، الى جانب طرح برامج أخرى كثيرة منها حملة التبرع بالدم ومخاطر المخدرات وحماية البيئة والحفاظ عليها. وكان لافتاً منظر عشرات السيارات تطوف شوارع مدينة صلالة وصولاً إلى جبالها الخضراء تحمل لوحات من بلدان خليجية مجاورة. وتقطع هذه السيارات نحو 1500 كم للوصول إلى صلالة التي تبعد عن مسقط نحو ألف كيلومتر. ويشكل الحصول على الخدمات الإيوائية التحدي الأكبر للسياح مع ارتفاع أسعار الفنادق والتي وصلت إلى أكثر من 400 دولار لقضاء ليلة في غرفة في أحد الفنادق الكبرى مع ارتفاع كبير في أسعار الشقق الفندقية. وتجدر الإشارة إلى أن من بين السكان من يؤجرون منازلهم للاستفادة من الموسم ويتجهون لمخيمات ينصبونها في السهول الخضراء بين أحضان الطبيعة. وأكد مسؤول في بلدية ظفار أن الجهات القائمة على الموسم السياحي في المحافظة عملت على تهيئة الأمكنة التي يقبل عليها السياح ومن بينها سهل إيتين. ولوحظ وجود عشرات المطاعم التي تقدم اللحوم المشوية بالطريقة التقليدية حيث توضع على الصخور الساخنة، وزودت تلك الأمكنة بالخدمات اللازمة للسائح.