لم تترك لجنة الاحتراف في الاتحاد السعودي لكرة القدم تهمة لم توجهها إلى وكيل التعاقدات أحمد القحطاني قبل أن تصدر بحقه مجموعة من القرارات التي وصفتها بالرادعة، تجاوباً مع خطاب تلقته اللجنة من نادي الاتحاد يتضمن شكوى ضد القحطاني، ورسالة اليكترونية يقول مسؤولو الاتحاد إنها وصلتهم من نادي اشبيلية الاسباني ينفي فيها مفاوضاته مع المهاجم نايف هزازي، ويبدو أن المسؤول عن لجنة الاحتراف بلغ من التشنج مرحلة قادته إلى تطبيق السقف الأعلى من العقوبة المحددة في اللائحة ومعاقبة وكيل التعاقدات بالإيقاف عاماً وتغريمه 300 ألف ريال وهي على حد علمي غرامة قياسية ... وعقب هذه القرارات تم منح القحطاني فرصة التظلم والاستئناف مع أنني لو كنت في محله لرفضت العودة إلى هذه اللجنة وشارعها ولحمدت الله على أن عقوبة النفي من الأرض ليست ضمن عقوبات لائحة الاحتراف !! ولا يهمني حقيقة كيف سيتعامل القحطاني مع العقوبات التي طالته بقدر الاهتمام ببيان لجنة الاحتراف، الذي يحمل حيثيات قرار العقوبة، خصوصاً أنه استند إلى معلومات متناقضة وغير واضحة على نحو: أن اللجنة تنفي وجود عرض من اشبيلية لضم نايف هزازي ومصدرها في ذلك رسالة بعث بها مسؤولو نادي الاتحاد إلى النادي الاسباني، مع أن التحقيق في صحة العرض مسؤولية لجنة الاحتراف وليس مسؤولية نادي الاتحاد، ثم تؤكد اللجنة أن خطاب اشبيلية إلى أحمد القحطاني كان في 27 شباط (فبراير) 2010 الماضي وحينها لم يكن وكيلاً للاعب ولا يحق له التفاوض معه، مع أن الخطاب كما وزعه القحطاني على وسائل الإعلام يحمل تاريخ 27 تموز (يوليو) 2010 أي عقب انتهاء فترة ارتباط هزازي مع وكيله السابق وإعلانه التوقيع مع القحطاني وهذه هفوة تظهر أن لجنة الاحتراف بحاجة إلى التدقيق في القضايا التي تصلها.. وبينما تبنت اللجنة وجهة نظر نادي الاتحاد في عدم وجود عرض من النادي الاسباني، عادت في بيانها نفسه الذي تضمن العقوبات لتؤكد وجود عرض من نادي اشبيلية موقع من رئيسه «خوسيه ديل ليدو» وصفته اللجنة أنه لا يتفق مع تطلعاتها في احتراف اللاعبين خارج السعودية، وهذه تهمة ثانية «فوق البيعة» مع أن لجنة الاحتراف لا تملك الحق في تعطيل انتقال اللاعبين إلى الخارج بحجة «عدم مواكبة التطلعات» ولو كان لها ذلك لرفضت احتراف اللاعبين السعوديين في أم صلال والغرافة !! .. ومن المتناقضات اللافتة أن لجنة الاحتراف عاقبت أحمد القحطاني بدفع 300 ألف ريال لأنه لم يقدم عرض اشبيلية إلى نادي الاتحاد، مع أن هزازي في ذلك التاريخ لم يكن مرتبطاً بعقد احترافي مع الاتحاد وليس من حق النادي التفاوض بشأن لاعب لا يملك عقده. حقيقة تذكرني لجنة الاحتراف وقراراتها في آحيان كثيرة بلجنة الحكم في برنامج «شاعر المليون»، خصوصاً أن وجه الشبه بين اللجنتين يبدو كبيراً من خلال آلية اتخاذ القرارات التي غالباً ما تحكمها العاطفة وتسيرها العلاقات الشخصية، وعندما تنظر إلى أعضاء لجنة شاعر المليون تجد بينهم من يدعي الحياد والالتزام والمهنية ولا يرضى أن ينتقد في ذلك، بينما الحقيقة أن علاقته مع المتسابق يؤثر فيها الجانب الشخصي وتحكمها أجواء ما قبل الجولة، وحتى عميد اللجنة الدكتور غسان الحسن أكثر المحايدين في نظر المسؤولين عن البرنامج تجده يثني على أحد المشاركين على رغم كسر البيت أو اختلال القافية معتمداً على مبدأ «يجوز للشاعر ما لا يجوز لغيره».. وفي مشهد ثانٍ تجده «يغسل شراع» متسابق آخر بحجة أن القصيدة أقرب منها إلى «السالفة» على رغم سلامتها من العلة مستنداً في ذلك على لائحة «لا عيني تراك ولا أذني تسمعك» ولا أدري ما مرادفها في لجنة الاحتراف؟ .. ومع الأسف أصبحنا نعاني من مطاطية القوانين وهامش «المسكوت عنه» في قوانين لجنة الاحتراف، حتى أن البعض في هذه اللجنة بات يتعامل مع القوانين والأنظمة «المكدسة» على أنها «سوط» يستخدم لتأديب الخارجين عن الطاعة أو لتسهيل أمور «الأصحاب»، من دون أن يكون لها تطبيق فعلي في دورة العمل اليومي !! [email protected]