مع أن مكاتب الدعوة وتوعية الجاليات، تمارس نشاطها العام كله، إلا أنها في رمضان تكثف جهودها، إذ يعدّ رمضان موسماً مميزاً لتأليف قلوب غير المسلمين. كما يستثمر الدعاة النبلاء روحانية الشهر الفضيل في إقناع مسلمين كثر على الاستقامة على الدين أكثر فأكثر، بأساليب أغلبها في إطار الترغيب والإغراء الحميد، يأتي في مقدمها تفطير الصائمين، والتكفل بنفقات العمرة وزيارة المسجد النبوي للمثاليين من المسلمين الجدد. وفي هذا العام أسهم المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالبديعة في منطقة الرياض، في تفطير أكثر من 90 ألف صائم خلال شهر رمضان، في عدد من أحياء العاصمة، وأن هذا المشروع الذي استمر طوال 20 عاماً استفاد منه أكثر من 720 ألف صائم. وأوضح المدير التنفيذي للمكتب الشيخ فؤاد الرشيد أن المكتب الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد درج سنوياً منذ افتتاحه عام 1412ه، على إقامة مشروع تفطير الصائمين، مشيراً إلى أن المشروع ينفّذ في 20 موقعاً مختلفاً في أحياء البديعة والعريجاء، وكذلك في أماكن تجمع الجاليات كصناعية البديعة، والعاصمة. وأضاف أن هذا المشروع يهتم بجانبي التفطير والدعوة وتوعية الجاليات المسلمة وغير المسلمة داخل هذا البلد المبارك، وأنه يستهدف الجاليات المقيمة في نطاق عمل المكتب التي تشتمل الجاليات الإندونيسية والبنجلادشية والسيرلانكية والهندية والباكستانية والفيليبينية وغيرها، لافتاً إلى أن مشروع التفطير يهدف إلى نشر المحبة والتعاطف بين المسلمين من خلال أنشطة متنوعة وبرامج تتضمن كلمات دعوية يلقيها أكثر من 20 داعية بلغات مختلفة، ومسابقات ثقافية، وتوزيع الكتب والأشرطة والحقائب الدعوية. وأشار إلى أن كلفة المشروع الإجمالية تقدّر ب900 ألف ريال، وأن المشروع يعتمد على دعم المحسنين وبإشراف ومتابعة من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وفق آلية نظامية أعدّها المكتب لجمع التبرعات لهذا المشروع سواء عن طريق حسابات المكتب الرسمية أو من خلال المكتب، داعياً في الوقت نفسه محبي الخير للإسهام في هذا المشروع، واغتنام فرصة الأجر والظفر بثواب الدعوة على حساب التفطير بالمكتب في بنك الراجحي على الحساب رقم 282608010155538. ولفت إلى أن المشروع يهدف أيضاً إلى توعية الجاليات، وتثقيفهم بأمور دينهم، ونبذ البدع والمخالفات والمعتقدات الخاطئة، وتصحيح سلوكيات بعض الوافدين التي يسيئون فيها إلى بلادهم، والحرص على تعلم العلوم الشرعية، وتصحيح عقائدهم وتقوية أواصر الإخوة الإسلامية بينهم، إضافة إلى ربط المشاركين بالمكتب، والتعارف في ما بين الجاليات.