تواصلت فعاليات «يوم في الرياض» التي نظمتها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض في مقر الأممالمتحدة بمدينة نيويورك أخيراً. وعقدت جلسة العمل الثالثة ضمن محور النقل، وترأسها العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للشركة السعودية للنقل الجماعي خالد الحقيل، وشارك فيها مساعد مدير إدارة تخطيط النقل بالهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض حسن الموسى، وبروفيسور تخطيط النقل في جامعة بيركلي أديب كنفاني، وأستاذ التخطيط الحضري والنقل في جامعة بيركلي روبيرت سيرفيرو، والرئيس التنفيذي للعمليات في مترو واشنطن جاكا ريغا. وفي البداية، أوضح الحقيل أن الجلسة تستعرض مشروع النقل العام بمدينة الرياض، الذي يعد أحد أكبر مشاريع النقل في العالم، وأبرز التحديات التي تواجه المشروع، والفرص والعوائد التي يحققها المشروع للمدينة، كما تناقش قضايا النقل الرئيسة في المدينة مثل الازدحام المروري، والإدارة المرورية. وقدّم حسن الموسى ورقة عن المشروع، أشار فيها إلى بدايات تأسيس قطاع النقل في المدينة، والتطورات التي شهدها القطاع، حتى الوقت الراهن، منوهاً بأن 89 في المئة من الرحلات اليومية في مدينة الرياض البالغة 10 ملايين رحلة تتم عبر السيارات الخاصة. كما تناول مشروع الملك عبد العزيز للنقل العام بمدينة الرياض (القطار والحافلات) الذي تقوم عليه الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، ويعد إحدى الركائز الرئيسة في مستقبل مدينة الرياض الحضري والاقتصادي، من خلال إسهام المشروع، في تعزيز مقومات مدينة الرياض، وتغيير نمط الحياة فيها بما يتجاوز توفير خدمة النقل، العام إلى تطوير الجوانب المرورية والاقتصادية والعمرانية والاجتماعية والبيئية في المدينة، وتقليص نسب التلوث، والتأثير الإيجابي على جودة الحياة في المدينة بعامة. وأفاد بأن المشروع حددّ عدداً من المعايير التي جرى بموجبها، اختيار مسارات شبكة النقل العام بشقيها القطار والحافلات، والوسائط المستخدمة فيها، من أبرزها: تركز الكثافة السكانية وتوزعها في المدينة، وخدمة مناطق الجذب المروري والأنشطة التجارية والتعليمية مثل: الوزارات، والجامعات، والمستشفيات، والمجمعات التجارية، وغيرها، مشيراً إلى أن ذلك سيقلل التأثيرات على شبكة الطرق في جوانب الازدحام، و استهلاك الوقود، والتلوث. كما قدم أستاذ التخطيط الحضري والنقل في جامعة بيركلي روبيرت سيرفيرو، ورقة عن خطة تنظيم استعمالات الأراضي وضوابط التطوير للمناطق المحيطة بمحطات القطار والحافلات التي تعمل الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض على تنفيذها ضمن مشروع النقل العام بمدينة الرياض، بهدف تعزيز استفادة المدينة وسكانها من المشروع، عبر الاستفادة من فرصة تنفيذ هذا المشروع في تحسين تصميم البيئة العمرانية على امتداد الطرق التي تمر بها مسارات ومحطات النقل العام. كما قدم الرئيس التنفيذي للعمليات في مترو واشنطن جاكا ريغا، ورقة حول العناصر المشتركة بين مشروع النقل العام في مدينة الرياض، ومشروع النقل العام في العاصمة الأميركية واشنطن، مستعرضاً أهم التجارب والخبرات التي يمكن الاستفادة منها. 1000 حافلة تغطي 1230 كيلو متراً من «العاصمة» استعرض مساعد مدير تخطيط النقل حسن الموسى، مشروع النقل بالحافلات، الذي يشمل إنشاء شبكة للنقل بالحافلات تتكون من 24 مساراً، تمتد 1230 كيلو متراً، لتغطي كامل مدينة الرياض، عبر 1000 حافلة مختلفة الأحجام والسعات تبلغ طاقتها الاستيعابية الإجمالية 900 ألف راكب يومياً، يتم تصنيعها وفق أعلى المواصفات من كبرى شركات صناعة الحافلات في العالم، وتتكون الشبكة من خطوط الحافلات ذات المسار المخصص، وخطوط الحافلات الدائرية، وخطوط الحافلات العادية، وخطوط الحافلات المغذّية داخل الأحياء. وأضاف الموسى: «تضم شبكة الحافلات 6700 محطة انتظار بمختلف الفئات والأحجام، إضافة إلى أنظمة التحكم والمراقبة ومنافذ بيع التذاكر، وتتكامل مع شبكة قطار الرياض عبر محطات مشتركة لكلا الشبكتين في عدد من الخطوط الرئيسة في المدينة». وأشار إلى إسهام المشروع في إيجاد 23 ألف وظيفة معظمها ستشغلها الكوادر الوطنية، مشيراً إلى أن المشروع استقطب حتى الآن 1240 مهندساً ومختصاً سعودياً، إضافة إلى جوانب توطين الخبرة والمعرفة والصناعة في المشروع. كما تناول العوائد البيئة على المدينة من المشروع، وتشمل تقليص استخدام السيارات الخاصة، وخفض تلوث الهواء، وتوليد الطاقة من حركة القطارات، ومن ألواح الطاقة الشمسية التي تعلو أسقف المحطات، إلى جانب مساهمة المشروع في تحسين الصحة العامة، عبر تطوير المناطق المحيطة بالمحطات والمسارات، وتوفير بيئات ملائمة للمشي والتنزه. وتطرق إلى خطة إدارة التحويلات المرورية في المشروع، والحملات التسويقية الرامية إلى تعريف سكان الرياض بمشروعهم وإشراكهم في إنجازه، ودور المشروع في تحقيق رؤية المملكة 2030 في الجوانب الحضرية والعمرانية والسياحية والبيئية والاقتصادية والاجتماعية. من جانبه، قدم بروفيسور تخطيط النقل في جامعة بيركلي أديب كنفاني ورقة عمل حول تحقيق مشروع النقل العام في مدينة الرياض للأهداف ال17 التي وضعتها الأممالمتحدة لخطة التنمية المستدامة حتى عام 2030 (1452ه)، التي اعتمدها قادة العالم في قمة أممية في أيلول (سبتمبر) 2015، وبالأخص في قطاعات الصحة، والتعليم وتوفير العمل اللائق والجيد للسكان، وتشجيع الصناعة والابتكار، وتحقيق الاستدامة في المدن والمساواة بين سكانها.