الخرطوم، لاهاي - أ ف ب، رويترز - أعلنت المحكمة الجنائية الدولية أمس أن قائد «جبهة المقاومة الموحدة» المتمردة في دارفور بحر ادريس ابو قردة، سيمثل طوعاً اليوم أمامها في لاهاي، لاتهامه بقيادة هجوم على قوة حفظ السلام في الإقليم. وأوضحت المحكمة في بيان أنها تشتبه في أن أبو قردة الذي صدرت بحقه مذكرة جلب في السابع من الشهر الجاري، قاد الهجوم الذي أدى إلى مقتل 12 جندياً أفريقياً في حسكنيتا العام 2007. وقال نائب رئيس الجبهة شريف آدم منصور: «قلنا مراراً إن الجبهة مستعدة للتعاون مع المحكمة، ونوافق على التوجه إلى لاهاي». وطلب مدعي المحكمة لويس مورينو أوكامبو في 20 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي إصدار مذكرة توقيف بحق ثلاثة من قادة التمرد في دارفور لدورهم في هجوم حسكنيتا، أو توجيه دعوات لمثولهم أمام المحكمة إذا وافقوا على ذلك طوعاً. وبقيت أسماؤهم سرية، ولم يصدر أي قرار بشأن القيادييْن الآخرين. وأفاد مصدر قضائي أن أبو قردة (41 عاماً) غادر أمس أفريقيا على متن رحلة عادية مع العديد من مستشاريه. وسيطلع القاضي الإيطالي كونو ترفوسر في جلسة علنية اليوم المتهم على الجرائم المنسوبة إليه وحقوقه، على أن تعقد جلسة تأكيد التهم «خلال مهلة معقولة»، بحسب المحكمة. من جهة أخرى، قالت حركة «العدل والمساواة» المتمردة في دارفور أمس إنها هاجمت جنود الحكومة في شمال الإقليم وأخرجتهم من قاعدة استراتيجية في أحدث سلسلة من الاشتباكات في المنطقة. وأكدت مصادر تابعة للأمم المتحدة تعرض الجيش لهجوم بعد ظهر أول من امس في بلدة كورنوي التي تعد طريقاً حيوياً، لكن لم يتسن الحصول على تعليق فوري من الجيش. وستساهم هذه التقارير في إذكاء التوترات المتنامية في المنطقة المضطربة الواقعة على الحدود مع تشاد. وكان السودان اتهم جارته تشاد بشن ثلاث غارات جوية في شمال دارفور يومي الجمعة والسبت. وتقول مصادر ديبلوماسية في الخرطوم إن «العدل والمساواة» ربما تخطط لشن هجوم كبير في دارفور، رداً على غارة شنها متمردون تشاديون على تشاد الأسبوع الماضي. وقال زعيم الحركة خليل ابراهيم إنها «استولت على كورنوي. هاجمنا موقعاً عسكرياً هناك. نريد إخراجهم من المنطقة». وأضاف: «نسيطر الآن على منطقة كبيرة جداً. ستواصل الحركة المضي قدماً للسيطرة على المنطقة كلها... دارفور كلها، بما في ذلك العواصم»، أي الفاشر والجنينة ونيالا عواصم أقاليم شمال وغرب وجنوب دارفور. وأكد أن الاشتباكات اسفرت عن سقوط قتلى واصابات في صفوف الجانبين. وأكدت مصادر في الأممالمتحدة وقوع هجوم، وقالت إن جنود الحكومة شوهدوا ينسحبون من المنطقة. وقال ضابط تابع للمنظمة الدولية: «نستطيع أن نؤكد وقوع هجوم على قوات الجيش. المهاجمون يسيطرون الآن على تلك المنطقة... ليست لدينا معلومات عن هوية المهاجمين أو عدد القتلى والمصابين».