فضَّل بعض أئمة المساجد التخلي عن تلحين الأدعية وترتيلها إذ يرى بعض الشرعيين أنها من «البدع»، على رغم أن عدداً من المصلين يخشع مع تلحين الدعاء ويلين قلبه أكثر. بعض المصلين يخشع قلبه مع الدعاء أكثر من الصلاة، ويرجعون ذلك إلى تلحين الدعاء وإيقاعه، في حين تكون الصلاة على مستوى واحد في القراءة، وهذا الأمر كان محل تنبيه وتحذير من عدد من الشرعيين. القاضي في محكمة الرياض سليمان الماجد وفقاً لموقعه الالكتروني، أجاب على سؤال: «هل صحيح أن تلحين دعاء القنوت بدعة وإحداث في الدين؟ بقوله: «الصحيح أن يكون الدعاء على الهيئة المعتادة للكلام وألا يتكلف التغني به كالقرآن، فيكون التلحين أقرب إلى وصف البدعة». يقول متعب إبراهيم: «كان إمام مسجدنا في صلاة التراويح الأعوام الماضية يلحن الدعاء وكنا نخشع معه، لكنه في هذا العام، أصبح يسرد الدعاء بشكل عادي من دون أي ترتيل، وحين تكلمنا معه، قال إن هذا الأمر بدعة»، مشيراً إلى أن خشوعه يكون مع تلحين الدعاء أكثر. ويقول الباحث الشرعي علوي عبدالقادر السقاف: «إن مما يبعث على الأسى والحزن لجوء كثيرٍ ممن يُظن أنهم من مقتفي الأثر إلى المبالغة في الترنيم والتلحين والتطريب بل والتجويد أحياناً حتى كأن أحدهم يقرأ السورة من القرآن، فتجده يطبق أحكام التجويد كالإدغام والإخفاء والمدّ حتى يظن الظان أنه يتلو آيات من الكتاب العزيز، وما هو من الكتاب. ويزداد الطين بلة إذا ضمّن دعاءه آياتٍ من كلام الله بحيث يعسر على العوام التفريق بينهما، ونتيجة لذلك فإن بعض الناس يتأثر بتلحين الإمام أكثر من تأثره بالدعاء نفسه، ولا يفهم من هذا أن لا يحسن الداعي صوته، فهذا لا بأس به». وأضاف في مقال له حول بعض أخطاء الأئمة بقوله: «لكن الذي نراه اليوم من كثير من الأئمة مبالغة في التلحين والتطريب، بصورة إذا جمعت معها رفع الصوت وخفضه، واعتداء مذموم، ثم أخطاء قد تكون عقدية، ذكر ذلك بدعاء بعض أهل البدع في مناسباتهم.