كشف رئيس اللجنة الوطنية للاستقدام في مجلس الغرف التجارية السعودية سعد البداح عن عزوف العمالة السريلانكية عن العمل في السعودية أخيراً، محذراً من أن هذا الوضع سيتسبب في تأخر وصول العمالة إلى المملكة خلال فترة تمتد من شهر إلى 3 أشهر. وقال البداح ل«الحياة» إن ما نشر في صحف ومواقع إلكترونية خلال اليومين الماضيين عن اتهام خادمة سريلانكية سعودياً بغرس 24 مسماراً في جسدها «تسبب في رفض الكثير من العاملات السريلانكيات العمل في السعودية، إذ أشارت مكاتب استقدام في المملكة إلى أن حوالى 8 عاملات من بين كل 10 عاملات رفضن السفر إلى السعودية بسبب مثل تلك المعلومات والأخبار التي لا يصدقها عاقل، كما تم إلغاء عدد من رحلات العمالة التي كانت متجهة إلى المملكة». وأكد البداح أن «مثل تلك الأخبار غير صحيحة، فلا يُعقل أن يقوم سعودي بذلك وغرس مسمار في جسد خادمة، فما بالنا بغرس 24 مسماراً»، متوقعاً أن يكون الهدف من نشر تلك الأخبار «تشويه صورة المملكة عموماً، والإضرار بقطاع الاستقدام خصوصاً». ولم يستبعد البداح أن يكون هناك اتفاق بين الخادمة والعيادة الصحية والصحافة لإثارة مثل هذا الموضوع، مشيراً في هذا الصدد إلى «قرار من وزارة الداخلية يؤكد على عمل مخالصة رسمية لكل عاملة تنهي عملها في المملكة قبل سفرها، ولن يستطيع أي شخص ظلم أية عاملة»، متسائلاً: «لماذا لم تطالب العاملة بحقوقها قبل السفر؟»، وطالب المستفيدين من تلك العمالة بعمل مخالصة موثقة قبل ترحيل أية عاملة، حتى لا تدعي عليه قبل سفرها. وتابع البداح يقول: «إذا كانت العاملة صادقة في مطالبتها فإن من حقها العودة إلى المملكة وطرح قضيتها أمام الجهات المختصة، وحينها ستحصل على حقوقها كاملة إذا كانت صادقة، وإذا كانت غير ذلك فسيتم اتخاذ الإجراءات الرسمية حيالها». وحول مسؤولية اللجنة الوطنية للاستقدام عن مطالبات العمالة، قال: «مطالبة أو ادعاء أي عاملة من خارج المملكة ليس من اختصاصنا، خصوصاً أنها وقعت على المخالصة الرسمية قبل السفر»، مستبعداً صحة مثل ذلك الموضوع الذي أثر في سفر العمالة السريلانكية إلى المملكة، مشيراً إلى أن جهات خارجية (لم يسمها) ربما تكون وراء إثارة هذا الموضوع. وكانت خادمة سيرلانكية أثارت عقب عودتها إلى بلادها من عملها في أحد المنازل في السعودية أن كفيلها السعودي غرس في جسدها 24 مسماراً تحت الجلد، وأنه وعائلته لم تكن تسمح لها بالراحة، مشيرة إلى أن سيدة المنزل كانت تسخن المسامير بالنار ليقوم زوجها بإدخالها تحت جلدها. وكان مجلس الغرف السعودية ممثلاً في لجنة الاستقدام الوطنية سبق أن وقع مذكرة تفاهم مع اتحاد العمالة السيرلانكي (ألفيا) للسيطرة على أسعار الاستقدام بين البلدين وتنظيمها والحد من التجاوزات التي تفتعلها بعض المكاتب السعودية أو السريلانكية وسماسرتها. وحددت مذكرة التفاهم أسعار الاستقدام للعمالة المنزلية النسائية ب5500 ريال سواء للمستقدمة المسلمة أو لغير المسلمة، بعد أن كانت 7500 ريال، كما حددت أسعار الاستقدام بالنسبة للسائقين السريلانكيين ب2500 ريال فقط على أن يضاف لهذه الأسعار قيمة استخراج التأشيرة أو فرق المواصلة إذا كانت محطة القدوم خارج نطاق مدينتي الرياض أو الدمام. وتشير مصادر عاملة في سوق الاستقدام إلى أن السعوديين يدفعون 6 بلايين ريال رواتب للعمالة المنزلية سنوياً، في حين يخسرون أكثر من 350 مليون ريال خلال فترة تجربة الأيدي العاملة البالغة ثلاث أشهر، وهي فترة التجربة المتاحة بين طالب العمالة والعامل، يقابل ذلك خسائر بلغت نحو 38 مليون ريال سنوياً من جراء هروب 7 آلاف عاملة منزلية سنوياً في السعودية.