لا تزال الأجهزة الأمنية في منطقة جازان تبحث عن امرأة وابنتها جرفتهما السيول، في حين عزلت الأمطار الغزيرة التي هطلت مساء أول من أمس على معظم محافظات المنطقة قرية الخضراء في صامطة، وتسببت في تجمع المياه في مساكن عدة وأمام مستشفى محافظة بيش العام، إضافة إلى انهيارات للطرق والأسوار في محافظة أبي عريش. وجرفت سيول وادي تعشر سيارة من طراز «هايلوكس» بها أربع نساء وطفلان والسائق كانوا في طريقهم لتقديم العزاء لقريب لهم، بيد أن مركبتهم تعطلت في منتصف الوادي، ووقتها كانت المياه خفيفة، وفجأة دهمت سيول منقولة من اليمن السيارة، واستطاع قائدها إنقاذ ثلاث نساء وطفل يبلغ من العمر أربعة أعوام، فيما جرفت المركبة وبها امرأة وطفلة (عمرها عام ونصف العام)، ليتم نشر حبال الإنقاذ والوصول للسيارة، إلا أنهم لم يعثروا على الأم (41 عاماً) وابنتها، ما دعا إلى انتقال الطيران العمودي لمسح الأودية والمشاركة في عملية البحث عن الغريقة وطفلتها، ومسح المواقع المتضررة جراء السيول والأمطار، وحتى الآن لم يعثر عليهما. وأعلنت مديرية الدفاع المدني في منطقة جازان استنفارها من خلال مباشرتها للبلاغات، وزيادة أعداد أفرادها المناوبين، ونشر دوريات السلامة لتحذير العامة، ومنعهم من الدخول لبطون الأودية، إذ أوضح الناطق الإعلامي في «مدني جازان» النقيب يحيى القحطاني أن عمليات الدفاع المدني في محافظة صامطة تبلغت بعد منتصف ليلة أول من أمس عن وجود احتجاز لسيارة من طراز «هايلوكس» في وادي تعشر التابعة للطوال بها امرأة وطفلة بعد أن استطاع قائدها الخروج من الوادي من دون أن يصاب بأذى، ولا يزال البحث جارياً عن المفقودتين. وأضاف في حديثٍ إلى «الحياة»: «هطلت أول من أمس أمطار من الغزيرة الى المتوسطة شملت كل المنطقة وسالت على إثرها بعض أودية المنطقة، واستقبلت العمليات بلاغات عدة عن حالات احتجازات وحرائق في عدادات كهربائية، تم التعامل معها في حينها، وسقوط حافلة في حفرة مشروع في محافظة أبي عريش من دون أن تسجل إصابات»، مشيراً إلى أن تحذيرات وردت من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بهطول أمطار تسبق بنشاط في الرياح السطحية والأتربة المثارة تؤدي إلى تدني الرؤية الأفقية على محافظتي أبها وخميس مشيط، خصوصاً القرى الجنوبية التابعة لهما، وكذلك منطقة جازان، ما يؤدي إلى جريان السيول. وحذر من مخاطر الأمطار والسيول والمجازفة للدخول في بطون الأودية، داعياً إلى اتخاذ التدابير اللازمة للوقاية من المخاطر التي قد تنتج من الغبار والأمطار الغزيرة والسيول.