لجأت سيدات «سمينات» إلى خل التفاح، ليس من أجل استخدامه في أطباق رمضانية، وإنما للتخلص من الوزن الزائد لديهن. وحذّر أطباء وأخصائيو تغذية من مغبة استخدام «الخل كوسيلة مضمونة في القضاء على البدانة وإذابة الشحوم»، وبخاصة بعد شيوع استعماله بين أوساط كثير من السيدات أخيراً. وقالت أخصائية التغذية فاطمة عبدالرحمن ل«الحياة»: «لاحظنا بعض النساء يستخدمن خلّ التفاح في تفتيح البشرة، وفي أحيان يضعنه على مواضع في الجسم، وربطها وشدها، بهدف الحصول على نتائج إيجابية»، مضيفة إلى أن «ذلك يعتبر من اخطر الطرق المستخدمة لخل التفاح، ناهيك عن التأثيرات الأخرى، إذ يؤدي أحياناً إلى تغيير أصباغ الجلد، وينجم عن ذلك تغير في لون البشرة، ما يعني بداية لمرض البرص». وبينت أن «بعض النسوة يظنن أن شهر رمضان فرصة للتخلص من الوزن الزائد، ما يجعلهن يعتقدن أن الخل أو غيره من مستحضرات، ستساعد مع الصيام في تخفيض الوزن، وتمنع تراكم الشحوم»، موضحة «بعضهن يشربن جرعات قليلة قبل الأكل، معتقدات أنه سيؤدي إلى إذابة الشحوم في منطقة البطن تحديداً»، وحذرت من فعل ذلك، مبينة أنه «قد ينجم عنه أمراض في المعدة، مثل الالتهاب والتقرحات، فحرارة الخل تذيب لحم البطن، وتصبح المسافات ضيقة، وينتج عن ذلك أعراض جانبية، تظهر في ما بعد، وخصوصاً في مرحلة الحمل والولادة». وقالت «من الأفضل عدم استخدام ما يؤدي إلى التهلكة والأمراض»، مشيرة إلى «وجود أنظمة غذائية في إمكان النساء الاعتماد عليها، كما أنه من السهل جداً اتباع عادات صحية في شهر رمضان حتى لا يُصاب البعض بالسمنة». ويشاطرها الرأي أخصائي أمراض باطنية الدكتور عادل العلي، وقال إن «استخدام خل التفاح لإذابة الشحوم والتخلص من السمنة، قد يرفع من نسبة الأمراض الباطنية، كتشنجات القولون والمعدة والتقرحات في المعدة والأمعاء، وربما يتطور الأمر إلى أضرار أخرى، فهذه الطرق ليست صحية، ولم يثبت صحة استخدامها علمياً، والأفضل اتباع الإرشادات في شهر رمضان ومعرفة ما يعود على الصحة بالنفع، متفادين الوقوع في الضرر والمرض». وأوضح أن «الجهل في قواعد الأكل الصحي والعادات الصحية السليمة، هو أساس الأمراض الباطنية التي تظهر من دون سابق إنذار، ناهيك عن استخدام تلك المواد وعدم اللجوء للأطباء وغياب التثقيف والوعي الصحي». وتوضح إحدى المستخدمات للخل أن «الترويج أصبح واضحاً، فالبعض من المقربات أصبحن يشترين كميات من التفاح، وتركه لحين التعفن ووضعه في زجاجات مضغوطة، حتى تتراكم مياه الخل في أعلى العلبة، ويتم استخلاصها ووضعها في زجاجات أخرى، لبيعها»، وذكرت أن «سعر الزجاجة يبلغ نحو 100 ريال، وهي بحجم 500 مل أي نصف لتر، إلا أن التحذير الشديد من المادة أوقف عملية تداولها، علماً أن البعض من النساء، مازلن يتخذن منه طرقاً للتنحيف، خصوصاً بعد الولادة وخلال شهر رمضان، لعدم علمهن بالأخطار».