علمت «الحياة» من مصادر ديبلوماسية غربية ان الادارة الاميركية تبحث عن حل توفيقي بين الفلسطينيين والاسرائيليين في شأن النشاط الاستيطاني في المرحلة المقبلة، خصوصا اثناء المفاوضات المباشرة المرتقب ان تبدأ في 2 ايلول (سبتمبر) المقبل. واوضحت المصادر ان المبعوثين الاميركيين لعملية السلام يسعون الى تحقيق معادلة تتضمن تمديد الحكومة الاسرائيلية التجميد السابق للبناء الاستيطاني (ينتهي في 26 الشهر المقبل) في مستوطنات الضفة الغربية، وعدم طرح عطاءات بناء استيطانية جديدة في القدسالشرقية اثناء المفاوضات. وقالت إن المعادلة الأميركية تمنح اسرائيل في المقابل حرية استكمال بناء عطاءات قديمة في القدس والمستوطنات المحيطة بها، لكن مع ضمان عدم طرح عطاءات جديدة. وكان الجانب الفلسطيني اعلن انه سينسحب من المفاوضات فورا في حال طرحت اسرائيل عطاءات بناء جديدة في المستوطنات بعد انتهاء موعد التجميد الراهن، في وقت وصل الى اسرائيل في الايام الاخيرة عدد من افراد الفريق الاميركي لعملية السلام للتحضير للمفاوضات المقبلة. وقالت مصادر مطلعة ان الفريق الاميركي يجري لقاءات غير معلنة مع الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني. ويشكل الاستيطان العقبة الكبرى امام المفاوضات، وتطالب جهات اسرائيلية يمينية الحكومة باستئناف البناء في مستوطنات الضفة فور انتهاء فترة التجميد الجزئي الموقت، كما تطالب جهات واسعة في حزب «ليكود» الذي يقود الائتلاف الحكومي، باستئناف البناء في القدس ومستوطناتها ال 15 وفي الكتل الاستيطانية الواقعة خلف الجدار، والتي أقر الحزب ضمها في اي حل سياسي مقبل. وفي خضم الجدل الذي تشهده الحكومة الاسرائيلية بين من يؤيد التجميد من وزرائها وبين من يعارضه، يتم تداول اقتراحات وافكار للتوفيق بين المضي في المفاوضات والحفاظ على الائتلاف الحكومي، من بينها وقف الاستيطان في المستوطنات النائية مقابل البناء في الكتل الاستيطانية الكبرى، كما ان هناك من يؤيد وقف الاستيطان حتى في الكتل الاستيطانية الكبرى من اجل انجاح المفاوضات. في هذا الصدد، كتبت صحيفة «يديعوت احرونوت» ان رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو يفكر بالقيام ب «تجميد طفيف للاستيطان بعد انتهاء مهلة التجميد»، مشيرة الى ان الفكرة هي تمديد تجميد البناء في المستوطنات المعزولة «من دون الاعلان عن ذلك» في مقابل الموافقة على اعمال البناء في الكتل الاستيطانية الاخرى. وقالت ان نتانياهو بحث في هذه الصيغة مع ستة وزراء في اطار «المنتدى السباعي» للحكومة. وصرح وزير الشؤون الاجتماعية العمالي اسحق هرتزوغ للاذاعة بأنه «نظراً الى الاهمية الكبرى لاستئناف المفاوضات المباشرة، يجب بذل جهود حثيثة لإنجاحها»، مشيراً الى انه من الضروري ان «تقتصر أعمال البناء على الكتل الاستيطانية»، وإن اعرب عن تأييده لوقفها في حال تبين ان ذلك ضروري لانجاح المفاوضات. في المقابل، اكد وزير الخارجية افيغدور ليبرمان انه على ثقة بأن الحكومة لن تمدد الحظر المفروض على البناء في المستوطنات، مشيرا الى ان 1600 وحدة سكنية للاسرائيليين في القدسالشرقية «مرت بكل اجراءات الموافقة» لبنائها، وان اعمال البناء من الممكن ان تبدأ فورا في ألفي منزل آخر في الضفة بمجرد انتهاء فترة الحظر. واستبعد احتمال التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين خلال عام، وهو المهلة التي حددتها الولاياتالمتحدة للتوصل الى اتفاق. وعلى المنوال نفسه، اكد وزير الاعلام الليكودي يولي الدشتاين ان «اسرائيل يجب ان تبني في كل انحاء يهودا والسامرة»، اي الضفة، كما اطلق ممثلو المستوطنين حملة من اجل الاستئناف الكامل للاستيطان، محذرين نتانياهو في خطاب من انه قد يواجه مشاكل من حلفائه داخل الحكومة.