يرى العالم الأميركي جون كريستي أن المخاوف حيال ظاهرة الاحتباس الحراري «مبالغ فيها» إلى درجة كبيرة، وأن الإجراءات التي يعكف البيت الأبيض على إعدادها لاعتماد مقاربة «خضراء» في قضايا البيئة والغازات الضارة «مكلفة وغير مجدية على أرض الواقع». ويعتبر كريستي مدير برنامج مركز «نظام الأرض» في جامعة ألباما الأميركية، أن البيانات التي حصل عليها العلماء في السنوات الأخيرة، والتي تُظهر ارتفاعاً مطرداً لدرجات الحرارة غير دقيقة، وقد تشوهت بسبب تأثيرات بناء المدن والتوسع العمراني. ويؤكد كريستي أن منتقدي أبحاثه لا يسعهم اتهامه بالعمل لمصلحة شركات السيارات أو النفط، كما يتهمون سواه من العلماء الذين يعترضون على الضجة المثارة حيال تبدلات المناخ، مشدداً على أنه لم يتلق طوال حياته المهنية أي مبالغ لتمويل أبحاثه إلا من إدارة البحار والمناخ الحكومية الأميركية. ويقول أن المعلومات التي سجلها العلماء حول ارتفاع حرارة سطح الأرض غير دقيقة لأنها لا تأخذ في الاعتبار امتصاص أحجار البناء للحرارة في المدن، والتغييرات التي طرأت على حركة الرياح بسبب الأبنية الشاهقة. ويضيف أن أجهزة الرصد الحراري التي كانت موجودة مطلع القرن الماضي في قرى صغيرة بدأت تُظهر ارتفاعاً في درجات الحرارة ترافقاً مع ازدياد حجم القرى التي كانت فيها وتحولها إلى بلدات ومدن. كما يوضح أن تحليله لدرجات حرارة الأرض عبر المسح بالأقمار الإصطناعية يؤكد أن حرارة الأرض لم ترتفع سوى بشكل محدود للغاية، مشدداً على أن لجوء العلماء إلى قياس حرارة الأرض في الليل يلعب دوراً في ظهور البيانات المغلوطة لأن تلك الفترة تشهد خروج الحرارة من أحجار البناء والمنشآت التي امتصتها طوال النهار. وينفي العالم الأميركي أن يكون لزيادة الحرارة في المدن تأثير فعلي على البيئة، باستثناء تضخم كميات الهواء الساخن الذي يرتفع من المدن الكبرى باتجاه طبقات الجو العليا، الأمر الذي قد يسبب العواصف الرعدية.