قد يكون ليستر سيتي الإنكليزي منافسا غير مألوف لبورتو البرتغالي في دوري أبطال أوروبا ولاسيّما أنّ بطل إنكلترا يخوض المسابقة للمرة الأولى في تاريخه، و علينا أنّ لا ننسى وجود الجزائري إسلام سليماني الذي سيقض مضجع "التنين" في مباراة غدا (الثلثاء) كونه اعتاد على التألق في مواجهته. خلال مواسمه الثلاثة مع سبورتينغ لشبونة نجح سليماني، المنتقل هذا الموسم الى ليستر سيتي، في الوصول إلى شباك بورتو 6 مرات في 6 مواجهات ليستحق بذلك اللقب الذي أطلقه عليه مشجعو نادي العاصمة وهو "قاتل التنين". ويأمل سليماني الذي يقود خط هجوم بطل إنكلترا إلى جانب جايمي فاردي، مواصلة تألقه بمواجهة الفريق البرتغالي العريق، عندما يستقبل ليستر أول مباراة له على أرضه في المسابقة القارية الأم. وانفق فريق المدرب الإيطالي رقما قياسيا شخصيا للتعاقد مع المهاجم الجزائري البالغ من العمر 28، اذ اضطر إلى دفع مبلغ 28 مليون جنيه إسترليني لخطف خدماته في اليوم الأخير من سوق الانتقالات الصيفيّة. ولم يعرف سليماني مع زميليه فاردي ومواطنه رياض محرز النجومية والاحتراف الفعلي إلا أخيرا، إذ كان لا يزال في دوري الدرجة الرابعة الجزائري حين كان في الحادية والعشرين من عمره ولم يحل في أوروبا إلا عندما أصبح في الخامسة والعشرين من عمره، بانتقاله إلى سبورتينغ لشبونة من شباب بلوزداد. اما بالنسبة لفاردي، فهو انضم الى ليستر العام 2012 قادما من فريق الهواة فيلتوود تاون، في حين وصل محرز إلى "كينغ باور ستاديوم" العام 2014 قادما من فريق الدرجة الثانية الفرنسية لوهافر، إلا أن ذلك لم يقف حائلا دون قيادتهما الفريق إلى الفوز بلقب الدوري الإنكليزي للمرة الأولى في تاريخه. عندما تعاقد سبورتينغ مع سليماني، أراد أن يؤمن المساندة الاحتياطية للمهاجم الكولومبي فريدي مونتيرو، وهو استخدم في بادىء الأمر لاعبه الجزائري احتياطيا مؤثرا بامكانه أن يقلب نتيجة المباراة، لكنه سرعان ما بدأ يعتمد عليه حتى وصل تدريجيا ليكون أبرز نجوم الفريق الذي تركه هذا الصيف وفي جعبته 48 هدفا من 82 مباراة خاضها في الدوري المحلي. ولعب سليماني دورا أساسيا خلال موسم 2014-2015 في قيادة سبورتينغ لشبونة للقبه الأول منذ العام 2008، عندما سجل في الوقت الأصلي وخلال حصة الركلات الترجيحية، ليقود فريقه إلى لقب الكأس المحلية على حساب سبورتينغ براغا. وتصادف وصول سليماني الى الدوري البرتغالي مع تغيير في موازين القوى، إذ توّج بورتو بطلا للدوري في 9 من أصل المواسم ال11 التي سبقت وصول المهاجم الجزائري. "لا يكل ولا يمل" إن المجهود الذي يقدمه سليماني لا ينحصر بالمساهمة الهجومية وحسب، بل عرف عنه بأنه لاعب مشاكس يقاتل بشراسة على كل كرة، ويدخل في معارك طاحنة مع لاعبي الفريق الخصم، وحتى أن بورتو تذمر واتهمه باستخدام مرفقه كثيرا خلال مباراته الأخيرة مع سبورتينغ الشهر الماضي. وفي تعليق متهكم على تويتر كتب بورتو بعد المباراة مع صورة لسليماني: "لقد فازوا، لكنهم غادروا الملعب مع أوجاع في مرافقهم نظرا إلى عدد المرات التي استخدموا مرافقهم من أجل الاعتداء على لاعبينا". وكان اندفاع سليماني دفع رانييري إلى التعاقد مع سليماني، لأنه رأى فيه اللاعب الذي يتناسب مع الروح القتالية لليستر، الفريق الذي خالف جميع التوقعات وتوج الموسم الماضي بلقب الدوري الممتاز بفضل مشاكسة لاعبيه وعدم استسلامه. وكانت بداية سليماني مثالية في الدوري الممتاز، إذ سجل ثنائية بالرأس في مرمى بيرنلي (3-صفر) خلال المرحلة الخامسة، لكن رانييري لم يركز على مساهمته الهجومية، بل فضل تسليط الضوء على ما يقدمه دفاعيا على أرض الملعب.