توترت العلاقة بين حركتي «الجهاد الاسلامي» و»حماس» في غزة بعدما اقتحم عناصر من الأمن الداخلي التابع لوزارة الداخلية في الحكومة المقالة في القطاع أمس مقراً لرعاية أسر الشهداء والأسرى تابعاً ل «الجهاد» في مدينة خان يونس جنوب القطاع واعتقلوا أربعة من عناصرها. وتبادلت «الجهاد» و»حماس» الاتهامات حول الحادث الذي عكر العلاقة بين التنظيمين، وانتقدت حركة «الجهاد» هذا العمل «غير المسؤول الذي يمس بالعلاقات الوطنية، ويسيء الى العلاقة التي تجمعنا بالحكومة وأجهزتها»، واعتبرت في بيان ان «هذا الحادث الخطير محاولة لخلق توترات داخلية وجانبية تزيد من حال الاحتقان التي تعاني منها الساحة الفلسطينية، وتصرف المجاهدين عن اهتماماتهم الوطنية». وحملت الأجهزة الأمنية التابعة لحركة «حماس» المسؤولية عن هذا «الحادث الخطير»، وطالبت بمحاسبة المسؤولين عن اقتحام المقر والعبث بمحتوياته ومصادرة بعضها. لكن الناطق باسم الحكومة المقالة ايهاب الغصين نفى اقتحام المقر، ووصف العملية بأنها «تحرير» شخص خطفه مسلحون من حركة «الجهاد» وأخضعوه للتحقيق. وقال الغصين تعقيباً على بيان «الجهاد» إنه «يوجد مغالطات كبيرة في ما تم نشره وترديده». وأوضح أن «الأمن الداخلي تدخل للإفراج عن شخص خطفه مسلحون ملثمون من الجهاد الإسلامي واقتادوه الى المكتب وأخضعوه للتحقيق». وأكد أنه «تم احتجاز أربعة مسلحين من الجهاد وبحوزتهم الشخص الذي كان يتعرض للتحقيق وهو مقيد اليدين من أجل استكمال التحقيق»، نافياً مصادرة أو تخريب أي من محتويات المكتب. وقال إن «الأجهزة الأمنية ووزارة الداخلية تمارس صلاحياتها ولن تسمح لأي جهة مهما كانت أن تأخذ القانون بيدها، والعودة إلى شريعة الغاب، وعمليات الانفلات». وشدد على أن «الأحداث الأخيرة التي وقعت في المنطقة الشرقية وتم خلالها تنفيذ عمليات خطف من قبل مسلحي الجهاد الإسلامي تدعو إلى التوقف والمحاسبة» في اشارة الى خلافات بين الحركة وفصائل اخرى، معتبراً أن «احترم الحكومة والوزارة للمقاومة وفصائلها واحتضان عملها في مواجهة الاحتلال لا يعني بأي حال السماح لها التعدي على القانون وممارسة الانفلات» الأمني. بدوره، نفى الناطق باسم «الجهاد الاسلامي» داوود شهاب أن يكون هناك أي مخطوف في المقر، أو حتى في مدينة خان يونس كلها. وأكد شهاب ل «الحياة» أنه «لم يكن في المقر سوى أربعة من عناصر الحركة يحرسون المقر اعتقلتهم عناصر الأمن الداخلي». الى ذلك، ندد مصدر في «الجهاد» بقيام عناصر من الأجهزة الأمنية التابعة لحركة «حماس» ببعض الممارسات المرفوضة، بينها اقتحام منزل عائلة في مدينة رفح ينتمي ثلاثة من أبنائها الى «سرايا القدس» الذراع العسكرية ل «الجهاد» ومصادرة سلاحهم وعبوات ناسفة مجهزة لمقاومة الاحتلال. وعبر المصدر عن خشيته من أن تكون مصادرة السلاح «في اطار الحملة التي تقوم بها حكومة حماس لجمع ما تسميه السلاح غير الشرعي في القطاع».