بعد تعادلين متتاليين توقفت الانطلاقة القوية لقطار ريال مدريد هذا الموسم بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق رقم قياسي في عدد الانتصارات في الدوري الإسباني نظراً لعوامل عدة أبرزها تراجع مستوى كريستيانو رونالدو وغياب لاعب الارتكاز كاسيميرو للإصابة وعدم الانسجام الدفاعي. ويمر اللاعب البرتغالي، الذي عاد للتو من إصابة طويلة في الركبة اليسرى، بأسوأ بداية موسم له منذ قدومه إلى ريال مدريد قبل ثمانية أعوام. إذ بدا عليه البطء الشديد في الملعب وعدم التمركز الجيد في منطقة الهجوم وغياب الحاسة التهديفية التي طالما اتسم بها. وبدا تأثير غياب رونالدو عن التهديف في آخر مباراتين له مع الريال، واضحاً للغاية في كتيبة المدير الفني الفرنسي زين الدين زيدان. ولم يسجل "الدون" البرتغالي، الفائز بجائزة أفضل لاعب في العالم ثلاث مرات، سوى هدف وحيد هذا الموسم أمام أوساسونا في ثالث جولات الليغا. إلى ذلك، يمتلك ريال مدريد عدداً وافراً من اللاعبين في جميع المراكز باستثناء مركز خط الوسط الدفاعي، فلاعب الارتكاز البرازيلي كاسيميرو ليس له بديل في الفريق يمكنه سد فراغه. وتسببت إصابته في ارتباك خطط زيدان الذي اضطر لإعادة توني كروس إلى الخلف لكن لم يقدم نفس المردود، ما أفقد الفريق التوازن. أما من ناحية الانسجام الدفاعي، فاهتزت شباك ريال مدريد في أربع مباريات من بين ستة خاضها الفريق في الليغا، وشهدت آخر مباراتين ارتكاب أخطاء دفاعية قاتلة كبدته نقاط. ففي مواجهة فياريال (1-1) تسبب الأداء الاستعراضي لفاران في قطع الكرة ثم لمست يد راموس لتحتسب ضربة جزاء. ومنيت شباك الفريق أمام لاس بالماس (2-2) بهدفين بسبب الأداء السلبي للمدافعين، خاصة في الهدف الثاني قبل نهاية المباراة بدقائق بسبب عدم دقة التمرير والتغطية السيئة وغياب رد الفعل اللازم. وفي سياق متصل، لم يظهر أي من لاعبي الريال بمستواهم المعهود، باستثناء الظهيرين داني كارباخال ودانيلو أو غاريث بيل وموراتا في الهجوم. اضافة إلى أن حارس المرمى كيكو كاسيا لم يصل بعد للمستوى المطلوب. وفي الدفاع يغيب بيبي للإصابة فيما يواصل فاران وراموس ارتكاب الأخطاء، بينما ثلاثي (بي بي سي) الهجومي، المكون من بنزيمة وبيل وكريستيانو، لم يقدم الأداء المنتظر. ولعبت الاصابات اضافة إلى كل ما سبق دوراً بارزاً في تراجع أداء الفريق الملكي، إذ لم تخل صفوف الفريق من الاصابات منذ فترة الإعداد، وبدا ذلك واضحاً بشدة على أداء غاريث بيل، إضافة إلى إصابة ركيزتين أساسيتين هما الثنائي البرازيلي مارسيلو وكاسيميرو. كما أن الفرنسي كريم بنزيمة لم يتخلص بعد من آثار الإصابة وكذلك كريستيانو رونالدو، فيما ما زال غائباً الحارس الأساسي الكوستاريكي كيلور نافاس. وتسببت كل هذه الإصابات في إرباك خطط زيدان.