تعيش أسرة محمد خبراني منذ نحو أربع سنوات تحت وطأة محنة أجبرتهم على العيش تحت خط الفقر، فليس لهم مصدر رزق يبل حلوقهم الجافة ويسد جوع بطونهم الخاوية. لم تكن الأسرة أبداً في وضع مالي جيد، ولكن على الأقل بالكاد يعيشون الكفاف بفضل من الله ثم الراتب الشهري لوالدهمالذي انقطع بعد إصابته بمرض نفسي حرمه الحياة الطبيعية، وبالتالي أنهيت خدماته بسبب تغيبه عن عمله كما تفيد صورة القرار. ويقول محمد: «أصبح كأس الأمل عندي أقل من النصف في العودة إلى عملي بسبب حالتي، ولكني أرجو الله أن يرزقني بفرصة عمل شريف تضمن لأسرتي العيش الكريم الذي أنشده». ويوضح: «منذ خرجت من المصحة النفسية وتلقيت خبر فصلي انتكست حالتي، ما اضطرني إلى الأدوية، ومع ذلك قمت بمراجعة الجهات المعنية وتم عرضي على اللجنة الطبية التي أفادت بأني أعاني من حالة اضطراب اكتئابي ذهني وهلاوس سمعية، ووصف لي العلاج المناسب، إلا أن ذلك لم يشفع لي على رغم خدمتي التي تجاوزت ال16 عاماً». من جهتها، تكشف فاطمة عبده (زوجة محمد) أن زوجها كان يعمل برتبة جندي لمدة 16 سنة براتب شهري يبلغ 3665 ريالاً، مؤكدة أنه كان ينوي بناء منزل صغير للعائلة في قرية «أبو العثكل» قبل تدهور حالته النفسية. وتضيف: «أدخل زوجي إلى المصحة لمدة شهر للعلاج، ما جعله عاجزاً عن متابعة واجباته العائلية والعملية، إلى أن تم فصله وحرمانه من مستحقاته من دون النظر إلى حالته الصحية والتقارير الطبية التي تفيد بأنه مريض نفسياً وغير لائق للعمل». وتوضح الزوجة المحطمة أن زوجها عاجز مادياً وصحياً عن المراجعة ومتابعة أوراقه، بعد مشوار طويل من المراجعات دام نحو أربع سنوات، حاول خلالها المطالبة بحقوقه الوظيفية أو العلاج في المراكز الطبية المتطورة، لافتة إلى أنه «خرج صفر اليدين وبالتالي لم يكن أمامنا سوى تسليم أمرنا إلى الله ثم إلى أهل الخير، الذين ننتظر منهم مساعدتنا ومد يد العون لنا». br / يوم بعد آخر تزداد المشكلات الصحية لمحمد، ما يؤثر بشكل مباشر على أوضاع أسرته، «يجد زوجي صعوبة في التنفس ووهناً بدنياً، إضافة إلى تشتت ذهني يجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا عندما يكون خارج المنزل، خصوصاً أنه قد تعرض لمواقف وحوادث تسببت في حدوث مشكلات لبقية أفراد الأسرة». وتتابع فاطمة: «لا أبالغ لو قلت إنني وأبنائي الأربعة نعيش بين سندان الفقر ومطرقة المرض النفسي الذي حطم حياة زوجي طيلة السنوات الماضية، وهو الآن يهدد مستقبل أبنائي»، مشيرة إلى أنهم يحاولون ستر الحال والتغلب على قسوة الظروف على أمل أن يجدون مخرجاً من هذا الوضع، وفي مقدمة ذلك الاستفادة من مساعدات الضمان الاجتماعي الذي ما زالوا محرومين منه، لأن زوجها لا يزال عسكرياً في دفتر العائلة ولم يستطع تعديله حتى الآن.