اكتشف 25 خريجاً من قسم اللغة العربية وجود 60 ألف متقدم و319 ألف متقدمة في قوائم الانتظار في وزارة الخدمة المدنية، بعد استماعهم لمكالمة هاتفية بين مصدر مسؤول في الوزارة وأحد أعضاء الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان التي تجمعوا صباح أمس (الثلثاء) داخل مقرها في العاصمة المقدسة ليشكوا عدم تعيينهم على الوظائف التعليمية على رغم انقضاء أربع سنوات على تخرّجهم وفشلهم في الظفر بأي وظيفة أخرى بحكم أن تخصصهم الدراسي «غير مقبول»!. وقال عضو مجلس الشورى وعضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في العاصمة المقدسة سليمان الزايدي: «إن مشكلة هؤلاء الشبان أنهم لم يجدوا وظائف، وهنا يلوح في بادرة الأفق تساؤل: أين دور اللجان والتنظيم بين الوزارات وسوق العمل في توافر وظائف لمخرجات التعليم؟. لابد أن تعيد الجهات القائمة على التدريب تأهيل الخريجين للعمل في قطاعات أخرى بما يتوافق مع حاجة سوق العمل، ويجب استيعاب كل هذه الأعداد في برامج تتبناها جهات عدة بينها الجامعات». وتابع: «يحوي مجلس الشورى دراسات وحلولاً كثيرة من حيث التنظيم والتأهيل ومشكلات البطالة، إذ بحث كل هذه القضايا من خلال لجانه التي رفعت قرارات وتوصيات، وأعتقد أنه تم الأخذ بعدد من أفكار المجلس وسيطبق عدد منها في المستقبل القريب». وأوضح الزايدي أن الجمعية تعمل على الدفاع عن حقوق كل ذي مظلمة أو مطلب، و تتعامل مع أي حال وفق المعطيات المقدمة لها، و تناقشها مع الجهات المعنية بحثاً عن أي حلول يمكن إيجادها. «ودائماً ما تتعامل الجمعية مع القضايا التي ترد إلى المسؤول وتصل الى طريق مسدود». وكان 25 خريجاً من أقسام اللغة العربية من مختلف الجامعات السعودية توجهوا صباح أمس (الثلثاء) إلى الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في العاصمة المقدسة ليشكوا حالهم ويزعموا عدم مساواتهم بزملائهم من خريجي كليات المعلمين. وقالوا (في شكواهم): «حطمنا الأرقام القياسية في تكرار الامتحانات، وأعيتنا الحيل مع اختبارات القياس والمقابلة التي تجاوزناها من دون جدوى على رغم تعاقب الوزراء وتوالي الوعود، ولا ندري لم لا تتسم مساواة خريجي الجامعات من قسم اللغة العربية بإخوانهم أصحاب التخصصات الأخرى من ناحية عدد الوظائف التعليمية، فمنذ ستة أعوام سابقة لم يعين سوى 2000 خريج من أقسام اللغة العربية فقط، وهذا العدد يضاهي حاجة قسم الدراسات الإسلامية لهذا العام والذي كان نصيبه أكثر من 2300 وظيفة شاغرة بينما تنافس هذا العام أكثر من 5000 خريج لغة عربية على 656 وظيفة فقط». وزاد الخريجون: «سبق أن صرح وزير التربية و التعليم الأسبق في عام 1421بأن الوزارة تحتاج إلى تعيين خريجي اللغة العربية على مدى العشر سنوات المقبلة، إلا أن التعيين بدأ في التقهقر منذ عام 1424. واليوم، لا يجد غالبيتنا وظيفةً تعينه على أمور حياته ومعيشته بسبب قلة الوظائف التعليمية وانعدام الوظائف الإدارية والمكتبية ونضطر إلى الجلوس من دون عمل سنوات عدة، والسعيد منا من ظفر بوظيفة بشق الأنفس في مدرسة أهلية أو بالقطاع الخاص وبأجور قليلة جداً لا تساعد الشاب على بناء حياته ومستقبله وبالتالي فنحن جهود مضيّعة وطاقات معطلة وشبان محبط، ولن يصلح هذا الوضع البائس إلا بالتوسع في التعيين، وفتح مجالات أخرى لنا في قطاعات الدولة المختلفة، وإغلاق أقسام اللغة العربية في الجامعات، فالسوق متشبع بالعاطلين الذين يبلغ عددهم أكثر 10 آلاف خريج».