أوقعت اشتباكات بين المتظاهرين وقوى الأمن بكشمير الهندية في 15 آب (أغسطس) الجاري 6 قتلى. وحظّرت السلطات المحلية التجول، ودعا القادة الانفصاليون ورئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ الى الهدوء. فمنذ موت فتى بقنبلة مسيلة للدموع رمتها الشرطة على متظاهرين مناهضين للهند، في حزيران (يونيو)، قتل 60 كشميرياً، نصفهم دون ال 18 سنة. وحظرت السلطات بث معظم شبكات التلفزيون المحلية، سريناغار، عاصمة ولاية كشمير. وحجرت على تبادل الرسائل القصيرة تفادياً للتجمعات والتظاهرات وتولت الحواجز منع السير في المدينة. وغداة 20 عاماً على بدء الانتفاضة المسلحة بكشمير، تغير وجه الكفاح المسلح المناهض للهند. وفي الأثناء، تقلص تسلل الناشطين الباكستانيين المسلحين، شأن عدد الانفصاليين الكشميريين الساعين في التدريب بباكستان ومخيماتها وراء الحدود. ولا يزال عدد القوات الهندية المرابطة في الإقليم المتنازع 500 ألف. وحلت الحجارة محل الأسلحة الآلية. ويصف شكيل باكشي، قائد رابطة الطلاب المسلمين، الحركة بأنها الصيغة الكشميرية للانتفاضة الفلسطينية. ويرى ميرويز عمر فاروق، الزعيم الانفصالي المعتدل، أن تظاهرات الطلاب والشبان هي ثمرة 20 عاماً من القمع. وعلى رغم الهدوء الذي ساد الأعوام الأخيرة، لم تبادر الحكومة الى محاورة المجتمع المدني أو الى مداواة جروح حرب قتلت، رسمياً، فوق 47 ألف ضحية. وفي اثناء حملته الانتخابية، لوّح وزير جامو وكشمير الأول الشاب عمر عبدالله، وهو انتخب في 2008، بإنشاء «لجنة مصالحة وحقيقة» تتولى الفحص عن انتهاكات حقوق الإنسان في أثناء الحرب. والى اليوم لم تبصر اللجنة النور. واقترحت خمس لجان عمل، في 2006 و 2007، توصيات متفرقة بقيت من غير تتمة. ويذهب سانجاي كاك، مخرج شريط وثائقي يروي وقائع انتفاضة كشمير، في مجلة «هيمال» الى ما ينشده الكشميريون هو العدالة قبل الاستقلال وفوقه. ويطالب المتظاهرون بإلغاء قانون السلطات الاستثنائية وتخويلها القوات المسلحة. والقانون يمنح الجنود، مرتكبي أعمال العنف، حصانة من المساءلة. وعلى رغم مضي الحكومة على تهمة الجماعات الإرهابية المسلحة بالنفح في الاضطرابات، أقر عمر عبدالله، في 3 آب، بأن المسألة سياسية في المرتبة الأولى. وفي 10 آب، اقترح رئيس الوزراء الهندي «مفاوضات على توسيع استقلال ولاية جامو وكشمير الذاتي، في اطار الدستور الهندي». فرفض الانفصاليون الاقتراح. وليس في مقدور «خطة في سبيل العمالة» مداواة آثار حرب طالت 20عاماً. ويرى هابميون جاكوب الأستاذ في جامعة جواهرلال نهرو بدلهي، ان اضطرابات كشمير هي ثمرة إخفاق السياسة والشجاعة السياسية والتعاطف والرأي القويم. * مراسل، عن «لوموند» الفرنسية، 18/8/2010، إعداد وضاح شرارة